بقلم دكتور…. نبيل بكر
البداية(الطين والنار)
أحداث حقيقة
(ملحوظة هامة جداً)
لن استطيع ذكر أسماء أماكن،أو أشخاص نظراً لعدم حصولي على موافقة مسبقة من أصحابها،ومن الأدب تجنب ذلك.
في عام ٢٠٠٨شهر ديسمبر انتقلت للعمل بمسجد(….)بنجع من نجوع الساحل الشمالي،وهو مسجد يعتبر أشهر مسجد بالمنطقة بفضل الله أولاً ثم محدثكم.
والقائمين عليه وهم عائلة شهيرة جداً بين القبائل العربية.
وكنت آن ذاك حديث عهد بوفات زوجتي الأولى رحمها الله التي توفيت على إثر مرض خبيث بالدم،وقد تركت لي ولد وبنت وهما آن ذاك بين ستة وخمس سنوات؛
وكان لابد أن أخرج للعمل حتى أستطيع سداد الدين الذي علي من جراء نفقات علاج زوجتي رحمهاالله،وأيضا لابد من الزواج بأخرى لترعى اليتيمين ثم أنا أيضاً شاب ثلاثون عاماً أحتاج لأمراة في حياتي فإن الرجال خلقوا للنساء والنساء للرجال خلقن وهي سنة ربنا في خلقه وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم.
وفي يوم من هذه الأيام كنت أصلي المغرب بأحد مساجد بلدي بمدينة برج العرب بالإسكندرية إماماً،وبعد أن سلمت منها جلس أمامي رجلان وهما والله ثم والله ثم والله ونعم الرجال أدبا وخلقا وسمعة:الأول شابا وسيما جداً عليه أثر الهيبة رغم تواضعه(تحس إنه برنس)والثاني على وجهه علامات القبول والمحبة..!
حين تقع عينك عليه تحبه للوهلة الأولى رحمه الله رحمة واسعة’ صافحاني ثم مدحا تلاوتي للقرآن ثم الأول قائلاً يا شيخ ألم تعرف لنا شيخاً يكون إماماً لمسجدنا..؟
قلت وأين مسجدكم هذا..؟
قال نجع(…)بالساحل الشمالي الكيلو(…)ويوجد لدينا استراحة له ولإسرته حتى يقيم إقامة كاملة..؛
وحيث إنني أحتاج للعمل قلت لهما…أنا ينفع…؟
فقال الثاني متبسماً يا سلام عز الطلب…ولكن متى تأتينا لترى المسجد،والمكان،ونتفق..؟
قلت الأحد القادم عصراً إ ن شاء الله..؛
وصف لي أحدهما المكان ثم انصرفا مؤكدين لي أنهما بانتظاري..
وبالفعل ذهبت في الموعد الذي اتفقنا عليه آنفاً ،وعندما وصلت حيث بيت الأول استقبلني أحد من يعملوا عنده،واسمه عبدالعزيز…
قلت له أريد فلان…هل موجود..؟
فإذ به يبتسم قائلاً نعم فلان بيه موجود…
سرت خلفه حتى أدخلني مربوعة(حجرة كبيرة يستقبل فيها أهل البادية اضيافهم)فإذا بصاحبي جالسين..الأول وقف وصافحني مصافحة من يجل أهل القرآن بصدق ورحب بي بحرارة ثم التفت فإذا بالأخر يقف خلفي مباشرة فصافحني هو أيضا بترحيب
ثم اجلسني الأول تفضل إجلس فجلست ثم جاء عبدالعزيز بعدالت الشاي(براد شاي فخم ومن حوله أكواب زجاجية صغيرة)…
ثم تطرقنا للتعارف المبدئي وبعد التفاصيل عن دوري فالمسجدكيف يكون،وكنا قد اقتربنا من صلاة المغرب على ما اظن فقال الثاني هيا بنا يا شيخ نذهب إلى المسجد فقد اقتربت الصلاة..؛
قدماني للخروج من المربوعة فخرجت ثم تبعاني خروجاً حتى وصلنا إلى المسجد وكانت المفاجأة التي جعلت قلب يرجف من بين ضلوعي حرفياً.
نبيل بكر
Discussion about this post