نـورا عـواجـه
العالم “ريتشارد فاينمان”، كتب رسالة لزوجته بعد وفاتها ب سنة واحدة، ولم تُفتح الرسالة إلَّا بعد 10 سنوات من وفاته، وصُنفت الرسالة وقتها ك أكثر رسالة وفاء و فُراق مؤلمة، وتم وضعها في متحف فني في إنجلترا.
يقول فيها
– أُحبك يا مُهجة الفؤاد. أعرف تمامًا أنكِ تحبين سماع هذه الكلمات، ولكني لا أكتب هذه الكلمات لأنكِ تحبينها فقط، بل لأنني مجرد كتاباتها أشعرُ بدفيء في نفسي، لقد مرت فترة طويلة جدًا منذ آخر مرة كتبت لك فيها رسالة ، سنتان تقريبًا، ولكني على يقين أنكِ ستعذرينني لأنك تفهمينني وتتفهمين عِنادي وواقعيتي، وبأنني أعتقدت للحظةٍ أن كتباتي بدون معنى، غير أنني أعلم الآن يا زوجتي العزيزة أنَّهُ يجب علي أن أفعل ما أجلت فعله والذي كنت أفعله كثيرًا في الماضي. أريد أن أخبرك أنني أحبك، وأريد أن أحبك وسأظل أحبك.
من الصعب على علي فهم معنى حبي لك حتى بعد رحيلك، ولكني أريد أن أرعاك وأعتني بك، وأريد أن تحبيني وتهتمي بي، أريد أن أواجه الصعاب فقط لأناقشها معك، أريد أن أبدأ في مشاريع جديدة معك. لم أستوعب أبدًا أننا قد نفعل هذا سويًا إلا الآن، ماذا نفعل، لقد بدأنا تعلم صناعة الملابس سويًا، هل تتذكرين!! وتعلم اللغة الصينية، وأشترينا آله لعرض الأفلام، لا أستيطع فعل أي شيء الآن من دونك. أنا وحيد بدوك بطريقة مؤذية للغاية. لقد كنتي (المرأة الفكرة) المحفزة لكل مغامراتنا المثيرة.
حينما فتك بك المرض أصابك القلق لأنك لم تقدري على أعطائي ما وددتِ تقديمه دائمًا، وما أعتقدتِ أنني أحتاجه، لم يكن هناك داعٍ لهذا القلق، وكما أخبرتكِ حينها أنّه لا يوجد لدي أي نوع من الأحتياج الحقيقي، لأنني أحببتكِ في كل حالاتك، ولكي تتجلى حقيقة هذا الشعور بوضوح أكثر، فأنتِ لا تقدمين لي أي شيء على الأطلاق سوى الأمان وونس المشاركة اللطيفة وهذا ما يدفعني لحبك لدرجة أنني أتمنى أن أراك شاخصة أمامي، أنت أيتها الراحلة رغم الفراق أفضل بكثير من أي أحدٍ على قيد الحياة.
أعلم تمامًا أنك ستؤكدين لي مدى حمقي، أنّك تريدين أن أسعد في حياتي سعادة كاملة وألا تكوني عائقًا في طريقي نحو تلك السعادة. سأراهنك بأنك ستتفاجئين بأنني بعد مرور سنتين على رحيلك لا أملك حتى صديقة واحدة (بأستثنائك يا مهجة القلب)، ولن تتوفّقي يا عزيزتي في تغيير تلك الحقيقة، ولا حتى أنا، ولا أفهم سبب ذلك، فمع أنني قابلت الكثير من الفتيات اللطيفات ومع عدم رغبتي في البقاء وحيدًا إلَّا أنني بعد لقائين أو ثلاث لا أراهن إلَّا رمادًا. ف أنت وحدك الباقية، أنت حقيقة.
– زوجتي الغالية. أعشقُكِ
– أحب زوجتي، زوجتي راحلة.
– ريتش .
– ملحوظة : أعذريني لعدم إرسالي لهذا الخطاب، لأنني لا أعلم عنوانك الجديد
Discussion about this post