الأحفاد يتوجون عظمة الأجداد
بقلم / ريهام الزيني
من جديد وكما تعودت الإنسانية على مر التاريخ،أرادت مصر أن توجه أنظار العالم الي ملحمة مصرية وطنية بامتياز تمثل مستقبل مصر وتاريخها،وفي لحظة وبدون سابق إنذار ولا إعلان،وبعد أن اعتادت على ابهار العالم في كل المحافل الدولية التي تنظم على الأراضي المصرية عادت لتكرره وبقوة،ولكنها عادت هذه المرة بحفل أسطوري مصري خالص أجبر العالم كله أن يتابعه ويشاهده وينتظره لساعات أمام شاشات التليفزيون،للاستمتاع بلحظات تاريخية ربما لا تتكرر،وهي لحظة خروج الموكب الأعظم في التاريخ لنقل المومياوات الملكية،من المتحف المصري بالتحرير نحو صرح الحضارة والتخليد ومستقرهم الجديد في متحف الحضارة بالفسطاط،وكأن هناك مواعيد تحددها مصر تجعل العالم يقف يراقب بكل تقدير واحترام ما تقوم به مصر وما يحدث فيها من علو وازدهار،وتثبت كالعادة أن مصر تستطيع رغم التحديات بتقديم احتفالات أسطورية تاريخية عالمية لا مثيل لها.
وفي يوم تاريخي لحضارة عظيمة،ترقب الملايين في مصر والعالم أجمع انطلاق واحدا من أهم الأحداث الأثرية خلال القرن الحادي والعشرين،من خلال موكبا مهيبا وعروض ذهبية فريدة تليق بإستقبال نقل المومياوات الملكية لعظماء التاريخ من حكام أرض مصر.
وفي لحظة يقف عندها التاريخ نجد عظمة،شموخ،الأحفاد بتاريخ الأجداد،22 من ملوك وملكات مصر زينوا هذا الموكب التاريخي،والخيول في وضع انحناء،والمصريين من بلكونات منازلهم يرددون”الله أكبر”،وسط تنظيم مبهر من القيادات المختصة التي تمكنت من إخراج الحفل بأفضل صورة ممكنة.
وفي مشهد مهيب يحبس الأنفاس،يتوجون الأحفاد عظمة الأجداد،في حفل أسطوري نظمته دولة تحترم حضارتها وتاريخها وإرثها الثقافي،بحضور قائدا عظيما تسابق خطواته أحلامه وآماله لدعم تحركات الأحفاد لتتويج عظمة الأجداد وهو الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي تحدي كل الصعاب لفتح أخطر الملفات الحيوية المسكوت عنها،حيث ظهر فى صمت وعظمة وشموخ وهو يستقبل موكب الأجداد،ليعطي فى كل تفصيلة رسالة تعيد للأذهان قيمة مصر ومكانتها.
ففي هذا الحفل الذي هز العالم كله ولمس قلوب الأحفاد وهم يشاهدون تاريخ الأجداد أمام أعينهم والذى خرج فى مشهد يتسق مع عظمة وعراقة الحضارة المصرية القديمة،أكدوا الأحفاد أنهم مازالوا يمتلكون قوة وإصرار جبارة،لخطف أنظار العالم لحضارتهم الراقية وتاريخهم المشرف،ليستعيدوا زينتها،كي تظل مصر دائما في أبهى صورها،والتي لطالما كانت رمزا للحضارة والتاريخ.
ورغم حالة الإنغلاق الإجبارية اﻟﺘﻲ ﻗﺬﻓﺖ ﺑﺘﺤﺪﻳﺎت ﻛﺒﻴﺮة عالمية شهدت الفترة الماضية الكثير من المجهودات في عملية إعداد هذا الحدث العظيم بعد توجيهات الرئيس السيسي باتخاذ ما يلزم من إجراءات لاستقباله كحفيد موكب الأجداد إستقبال رسمي ملكي عظيم الشرف والعزة والفخر لملوك مصر العظمي،ليظهر الحفل بالمظهر اللائق المناسب لقيمة مصر وملوك الأجداد التي تمثلهم تلك المومياوات لدى جميع الأحفاد،دون أي ضرر.
وتعليقا علي حالة الدهشة التي مازالت تنتاب الكثيرون بسبب حضور الرئيس السيسي هذا الحدث الضخم دون أن ينطق بحرف واحد علي غير عادته،لإيمانه الشديد بقداسة الحدث..وليعطي فرصة لمصر تتحدث عن نفسها بأسمى معاني الرقي والإبداع،وتحذر كل من تسول له نفسه المساس بأمنها القومي،لتقول”أنا مصر..الأمن والأمان،التاريخ والعصور،،أنا مصر..هكذا التعامل معي،أنا مصر..وبهذا الرقي يتعامل أحفادي مع الأجداد،أنا مصر..مستمرون في البناء رغم التحديات”.
و ردا على الانتقادات التي طالت الدولة المصرية
بسبب الأموال التي صرفت بهذا الحفل..قولا واحدا..
“لم يكن حفل موكب نقل المومياوات الملكية،حدثا مرتبطا بالقيمة التراثية فقط،بل”جاء رسالة مصرية للعالم ذات أبعاد إقتصادية وسياسية وسياحية منقطعة النظير،وسوف تتعرفون عليها خلال المدى القريب،فهذا الحدث المهيب يسطر تاريخا جديدا للسياحة المصرية،فضلا أنه أعطى رسالة إلى العالم أجمع أن مصر مستقرة وآمنة وتنهض وتستعيد مجدها وحضاراتها من جديد،والأهم أنه أعطي انطباعا رائعا لإثبات أن مجريات الأمور تسير على قدم وساق،أن مصر تستطيع وقادرة على الوقوف على قدميها رغم التحديات.
وأما عن السؤال الذي مازال يتبادر إلى الأذهان،وهو عن سبب نقل المومياوات الملكية..”الجواب”،ووفقا لما أعلنه العديد من الخبراء،فقد بدأت فكرة النقل مع بداية مشروع فحص المومياوات الملكية،حيث كان من المقترح أن يكون النقل بلا فعاليات،إلى أن تدخل الرئيس السيسي الذي أمر برفع كفاءة كل المناطق المحيطة والخروج بالمومياوات في موكب يليق بعظمة الأجداد،وعرضها بطريقة علمية تشمل الملك وبعض قطع من آثاره،فضلا عن العمل على تنويع مصادر الجذب السياحي في مصر.
ورغم هذا الحدث التاريخي،ولكن يظل السؤال الأكثر جدلا ومازال يثير تساؤلات في الأوساط العلمية والثقافية والشعبية،ويؤرق أكثر أذهان الباحثين دون أي إجابة واضحة،”هل يجوز شرعا عرض جثث المومياوات الملكية أمام هذا الكم الهائل من المنتظرين والمتفرجين؟”:-
الإجابة..أري أن دائما رأي الدين هو الفيصل بين كل حدث،وفي هذا السياق أصدرت دار الإفتاء فتواها بالأتي،المنفعة العامة تتفوق على الخاصة وعلى هذا سمح الإسلام بتشريح الجثث للصالح العام وهو التعلم الطبي،وأكدت أنه إذا إستجد أمر من الأمور الحضارية التي تساعد المجتمع على تعلم التاريخ مع الحفاظ على حرمة الميت فلا مانع،وأوضحت،أن المنفعة من عرض المومياوات تتمثل في الدراسة،التعرف على الآخر،إثبات الحضارة،الترويج السياحي،الاتقان العلمي،المتمثل في القدرة على التحنيط،إثبات النسب لهذا الشعب بالعمق الحضاري والتاريخي.
نعم مصر صنعت شيئا لن ينساه العالم،”فهناك دول كتيرة تعرض حضارات دول أخرى لكن مصر تعرض تاريخها وتراثها وحضارتها”،وما يفتخر به العالم الآن من حريات أسسته الحضارة المصرية من آلاف السنين.
نعم يوم تاريخي لحضارة عظيمة،”فشكرا لكل شخص صنع هذا الحدث العظيم،ولكل القائمين على هذه الفعالية العظيمة ولكل شخص بذل مجهودا ليظهر هذا الحدث على أكمل وجه،شكرا للجنود المصرية المجهولة التي ابتكرت موكب المومياوات الملكية،شكرا لفرق و خبراء مراكز الأثار المصريين الذين اجتمعوا بهدف الحافظ على مومياوات الأجداد،لتأمين خروجها ونقلها بشكل آمن وسليم،وشكر خاص جدا للرئيس السيسي ومتابعته المستمرة التي كانت كلمة السر فى النجاح الباهر الذي أدهش العالم.
Discussion about this post