اقرأ في الرواد نيوز مختارات من الأدب العالمي مع د.وجدان محمداه
دكتورة في الأدب المقارن والأدب العالمي
إليكم هذه القصة القصيرة للكاتب الروائي العالمي ليف تولستوي بعنوان : الصياد والذئب
تقول القصة : طارد الصيادون ذئباً
صدم الذئب في فراره فلاحاً كان يخرج من مخزنه ومعه مدقة وكيس .
قال الذئب :
أيها الرجل،خبئني فالصيادون يطاردونني .
أشفق الفلاح عليه وخبّأه في الكيس الذي ألقاه على كتفه . وعندما وصل الصيادون سألوه :
هل رأيت ذئباً مر من هنا ؟
أجاب الفلاح :
لا لم أر ذئباً مر من هنا أبداً
وانصرف الصيادون، فوثب الذئب من الكيس وأراد أن يفترس الفلاح.
قال الفلاح :
مهلاً يا ذئب لا بد أن تكون بلا ضمير لقد أنقدتك وتريد الآن أن تفترسني !
رد عليه الذئب قائلاً :
معروف الآخرين سرعان ما ينسى .
قال الفلاح :
كلا كلا اسأل الناس يقولون لك إن المعروف الذي أسدي إليك لا ينسى .
فاقترح الذئب أن يسألا أول عابر طريق :
هل ينسى بسرعة المعروف الذي أسدي إلينا أو لا ينسى ؟
فإذا كان الجواب لا يُنسى تركتك وشأنك
ولكن إذا كان الجواب: يُنسى بسرعة، التهمتك.
صادفا فرساً مُسنةً لا تكاد ترى طريقها.
سألها الفلاح:
أيتها الفرس قولي لنا : هل يُنسى المعروف الذي أسدي إلينا قديماً، أم لا يُنسى ؟
أجابت الفرس:
لقد عشت 12 سنة عند . معلمي، وأعطيته 12 مهراً
ولم أكفّ يوماً عن النقل والحراثة حتى أنني عندما فقدت بصري تابعت عملي في أطحن الحبوب.
وفي ذات يوم لم أعد أحتمل الدوران ووقعتُ تحت العجلة. فكم لطمتُ، وكم ضربت فسحبوني بذيلي إلى الوادي وقذفوني فيه.
ووجدتُ نفسي فجأة في هذا القاع، ولم أخرج منه إلا بشق النفس وإلى أين أذهب ؟
لست أدري ؟
قال الذئب :
ها أنت ترى أيها الرجل أن معروف الآخرين سرعان ما يُنسى .
أجاب الفلاح :
انتظر ياذئب ولنسأل عابر آخر أيضاً
وجدا على طريقهم كلباً مسناً يجر نفسه جرا ويتقدم ببطء . قال له الفلاح:
– قل لي ما رأيك يا كلـ.ـب هلْ يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدى، أم لا يُنسى.
قال :
لقد عشتُ عند معلمي 15 عاماً حرستُ فيها البيت ونبحت في الوقت المناسب، وهجمتُ لأعض . وعندما كبرتُ فقدت أسناني فطردني من المزرعة ثم أوسعني ضرباً بعريش مكسور . وها أنت ترى كيف أسير على غير هدى .
قال الذئب إذ ذاك : هل سمعته ؟
لكن الفلاح كرر انتظر ياذئب حتى نرى عابر ثالث وأخير .
لقيا ثعلباً قال الفلاح له :
ما رأيك يا ثعلب : هل يُنسى بسرعة المعروف الذي يُسدّى إلينا أم لا ينسى ؟
قال الثعلب :
لمَ هذا السؤال؟
وماذا يهمك من هذه القضية ؟
أجاب الفلاح :
الذئب الذي تراه أمامك الآن كان هارباً من الصيادين .
توسل إليّ فخبأته في هذا الكيس .
وهو يريد أن يأكلني في هذه الساعة .
قال الثعلب :
قل هذا لغيري ذئب كبير في هذا الكيس الصغير !
هذا غير ممكن .
ولكن لو رأيت ذلك حقاً لقلت لكما من المحق منكما .
أجاب الفلاح :
اسأله ألم يدخل بكامله في الكيس ؟
قال الذئب : هذا صحيح.
حينئذٍ قال الثعلب :
لن أصدق شيئاً ما لم أره بعيني . أرني كيف فعلت ودخلت في الكيس !
دخل الذئب في الكيس .
حينئذٍ قال الثعلب للفلاح :
اربط الآن الكيس ربطة محكمة لقد حان الوقت لتدق الفمح على البيدر .
سرَّ الفلاح كثيراً وأخذ مدقته ودق الذئب .
ولما كفَّ الذئب عن الحركة
التفت إلى الثعلب
وقال له :
يا ثعلب أتريد أن تعلم كيف يُدقّ القمح على البيدر ؟
وضربه الفلاح بالمدقة ضربة قاضية فمات الثعلب .
قال الفلاح :
من المؤكد في عالم الذئاب والثعالب أن المعروف الذي يُسدى سرعان ما ينسى !
Discussion about this post