دينا شرف الدين الكاتبة الجريئة تكتب: عن الأخلاق حديث لا ينقطع
عزيزي المواطن المصري الذي لم تلوثه العادات الدخيلة على مجتمعنا بعد : احم نفسك إن لم يعد هناك من يحميك !
فعلينا جميعاً كأسر مصرية طبيعية أن نحمي أنفسنا و أهلينا من هذا الطوفان الذي يقتلع في طريقه الأخضر و اليابس من الفساد و انعدام الأخلاق وضياع القيم و اندثار والتقاليد التي تربينا عليها و لم يعد لها الآن أي وجود !
فقد تصدرت القدوة السيئة كل المجالات لدرجة أن هناك أجيالاً بعينها تحولت إلي ضحايا هذا السيل من الفساد و الرداءة و القبح في كل شئ !
فما علينا بمبدأ تأليب العيش واستباحة كل شئ من أجل المكسب السريع و التغاضي عن قيم و مبادئ لم يعد لها وجود ، فأصبحت الفهلوة و ربما النصب من مقومات النجاح السريع حتي تحولت الآن إلي أمنية يتنافس علي تحقيقها المتنافسون !
ولكن الكارثة الأكبر هي : أن القدوة التي كانت لها عظيم التأثير في أجيال الشباب تحولت إلي وباء خطير علينا بمنعه و حجبه عن مرأي ومسمع أولادنا !
إذ أصبح من الطبيعي جداً أن تخرج علينا إحدي النجمات عارية الجسد ثم تبكي و تعتذر و نقرأ عن آخر تم القبض عليه بتهمة المخدرات و عن ثالثة متهمة بالدعارة — إلى آخره.
وهؤلاء ممن ذكرتهم كأمثلة بسيطة وسط طوفان من البذاءة و الرداءة و التدني في كافة المجالات هم القدوة المفترض أن يتأثر بها ويتعلم منها أبنائنا !
فكيف نمنع هذا الخطر و نغلف أنفسنا بغلاف واقي من التلوث السمعي والبصري والحسي ، وإن فعلنا في البيوت ؟
فكيف نمنعه في الخارج سواء في المدارس أو الجامعات أو الأشغال أو وسائل التواصل الخالية من الرقابة و ما تبثه من مواد رديئة ؟
ناهيك عن الخبر اليومي الذي يتضمن القبض علي المسؤول الفلاني و الوزير العلاني والموظف الكبير والقاتل الصغير وغيرها من الأخبار التي تقشعر لها الأبدان !
حتي تحولت مثل هذه الجرائم البشعة إلي شئ عادي ومألوف إجتماعياً !
نهاية : لن تُبني الأوطان و تستقيم الأوضاع دون عودة الأخلاق التي اختفت و تلاشت تحت غبار الفساد والانهيار القيمي والأخلاقي الذي حل بمجتمعنا .
• فهل لنا أن نتكاتف جميعاً كمصريين تمتد جذورنا لأعماق التاريخ الذي شهد علي بزوغ فجر ضمير الإنسانية و نشأة الأخلاق علي هذه الأرض المباركة الطيبةالتي مر بها و استقر أنبياء الله ، لنستعيد ضمائرنا و نبحث بكتب تاريخنا و نسترجع قيمنا و أخلاقياتنا لنسترد عافيتنا التي أنهكتها سنوات طويلة من الضياع والتيه •
• أناشد بكلماتي عقلاء هذا الوطن :
• أن علموا أولادكم ما علمكم آبائكم ما تعلموه من أجدادكم ، فتلك الدائرة الأزلية التي تمكن عدو لنا من قطعها لغرضٍ بنفسه ، لابد و أن تلتئم و تعود لسابق عهدها من الدوران دون السماح للعبث بها مرة أخري ، فلنستعيد أخلاقنا لإصلاح مصرنا .
فلابد من وقفة جادة تتصدي فيها الدولة بكافة مؤسساتها عامة و خاصة و علي رأسها وسائل الإعلام نظراً لسرعة و قوة تأثيرها علي قطاعات كبيرة في محاولات جادة و مستميتة لإعادة تأهيل أجيال لم تتعلم شئ عن القيم والتقاليد و الأخلاقيات إلا الخبيث منها فحسب.
Discussion about this post