أما للطريق من نهاية ؟؟؟
ناديا يوسف
ما الواقع الذي نعيشه !!!؟؟وماذا بعد الكورونا والحروب والأزمات ؟
الجميع يشعر بالقلق والخوف ، الخوف من المجهول الذي لا يعرف ماهو ؟؟؟ يأخذ الحيطة و الحذر من كل شيء ، يخاف على حاضره و غده ومستقبل أولاده ،
لماذا هذا الانفلات الأخلاقي والاضطراب الداخلي والخارجي وكأننا نعيش في حلبة مصارعة البقاء فيها للأقوى لماذا تحولت المجتمعات إلى حالة من الفوضى وكأنها كانت تعيش في شرنقة متقوقعة على ذاتها وفجأة استيقظت من سباتها العميق وأرادت أن تنتفض وأن تتخلص من قيودها
كثير من الأحداث والأزمات والحروب ألمت بالبشرية حيث أثرت هذه المتغيرات بشكل سلبي على المجتمعات ولا أقصد هنا فقط مجتمعات دول الصف الثاني أو الثالث أو كما يطلق عليها المجتمعات المتخلفة أو النامية حتى في الدول المتطورة يحدث ذلك لا أريد هنا الخوض في موضوع الفضيلة والأخلاق أو المدينة الفاضلة وأن أتحدث عن موضوع الإنسان الذي تجرد من إنسانيته وأصبح مجرد رقم في البشرية لا حياة اجتماعية لا علاقات لا صداقة لا أخلاق مجرد مصالح و اللهم أسألك نفسي لم تعد الأسرة أسرة لا صلات رحم أو قرابة أو جيرة لم تعد الأسرة كما هو متعارف عليه
الكل انحرف عن مساره الطبيعي سواء علاقة الوالدين ببعضهما أوعلاقة الوالدين بالأولاد أو علاقة الأولاد فيما بينهم وأكثر ما نلامسه هو العدد الهائل من الزيجات التي تحطمت ..وتعددت حالات الطلاق
والتحول الثاني من هذا الأزمات هو انقسام المجتمع إلى نوعين من البشر النوع الأول الذي مازال متمسك بالعادات والأخلاق حتى بات متشدداً أكثر والنوع الثاني الذي ضرب بعرض الحائط كل العادات والمعتقدات ناشداً الحرية والتحرر من كل القيود حتى هؤلاء انقسموا على أنفسهم منهم من كان عقلاني والآخر تحول في أفكاره وتصرفاته إلى إنسان آخر حيث تنكر لكل ما هو أخلاقي وبات يعيش وكأنه الإنسان الوحيد في المجتمع وحسب مفهومه كل شيء مباح لي لا يوجد موانع لما أرغب حتى تحولت الأمور إلى حد الفجور والعهر الأخلاقي و الاعتداء والقتل والسرقة أو بمصطلح العامة ” التشليح “
ومن الملاحظ أنه ازداد التطرّف بشكل كبير وملموس على أرض الواقع فالتطرّف لا يكون فقط بالدِّين قد يكون في أي عمل أمارسه أو فكر أعتقده
عندما لا أقبل الرأي الآخر ولا أرضى حتى المناقشة فيه فأنا متعصب ومنغلق على نفسي بحيث جعلت عقلي حبيساً في قمقم محكم الإغلاق ربما تعنتاً مني أو مخافةً من الحجة والإقناع
الأمر الآخر في العلاقات الإنسانية وهو الانقسام الذي أصبح بين البشر أنفسهم وربما الأسرة نفسها كما هو حاصل الآن خاصة بعد ماشاع الْيَوْمَ من مصطلحات ومفاهيم ظاهرها عسل و باطنها سم في الدسم وهو ما يسمى بالربيع أي ربيع نتحدث عنه وقد تحولت الدول فيه إلى ساحات حرب واقتتال هذا ناهيك عن الانقسام الداخلي الذي يعيشه الأفراد بين مع وضد من مع من؟! و من ضد من ؟! لا أحد يعرف
نسأل أنفسنا إلى متى سنبقى على هذا الحال ، خلق الله لنا العقل والبصيرة لماذا لا نوظفهما بما هو خير لنا وللإنسانية أجمع لأن الجميع سيكون متضرراً في هذا الصراع الذي يدفع ثمنه كل الأطراف
ولعل السبب الأكبر في ذلك هو الوضع المزري الذي يعيشه الإنسان الذي بات تحت خط الفقر بدرجات..
الأزمات كبيرة جداً والحلول ربما ستكون أصعب ولكن يجب البحث عن حلول جذرية لهذه المشاكل وإلا سنغوص أكثر وسيصبح الوضع أكثر خطورة مما هو عليه
ربا ستبتلعنا هذه الرمال المتحركة إلى قاع الأرض
نتمنى الخير للبشرية جمعاء
Discussion about this post