☆《حديثُ العَصا و المَرايا ..》☆
بقلم الشاعرة … سعيدة باش طبجى
▪1《أحِبُّ المَرايَا》
• أحبُّ خُدُودِي…
غُضُونًا…غُضُونًا..
أخادِيدَ قَهْرٍ وأحمالَ صَبْرِ
و قَدْ خَطَّ فيها
يَراعُ الزّمانِ سُطورًا.. سُطورًا..
تُدَوّنُ تَاريخَ عُمْري بِحَرثٍ و حَفْرِ
كمَا خَطَّ كَفُّ المَسِيلِ نُدُوبًا…نُدُوبا علَى خَدِّ نَهرِ
كَمَا نَسَجَتْ كَفُّ رِيحٍ الشّمَالِ زُرُودًا.. زُرُودًا علَى صَدرِ بَحرِ
• أُحِبُّ جَبيني…
وَ وَشْمُ التّجَاعِيدِ قدْ خُطَّ فيهِ بِثَلْجٍ و جَمْرِ
• أحِبُّ عُيُوني ..وقَدْ ظلّلتْها خَمائِلُ شيْبي بأعتامِ سُهْدِي
و عاثَ الدُّجَى فِي حَدَائقِ فَجْري
• أحِبُّ شِفَاهي..
و قد زُرِعَتْ في مَنَابتِ صَمتٍ
وماعادَ ليْلُ الحِكايَاتِ شَوْقَ الأحاديثِ يُغْري
• أحِبُّ قَذالي
وقدْ غمرَتْهُ ثُلوجُ الذُّرى و رِياحُ الشّمالِ
ببَردِ شِتاءٍ طِويل اللّيالي..شَحِيحِ الدَّوَالي
كريمٍ.. جَوادٍ.. إذَا هلّ يُهْدي
نَشيجًا لعيْني و سُقْما لخَدّي
وعُقْما لشِعري..وثَلجًا لشَعرِي
• أحِبُْ جميعَ الزّوايَا..و كلّ الحَنايا
بِوَجْهِي إذَا راوَدَتْنِي المَرايَا
و أعشَقُ شيْبي..وأسْلُو صِبايَا
و قد صَار سطرًا يَتيمًا بسِفْرِ الحَكَايا
لأنّيَ أعرِفُ أنّ خُدُوِدي
سَتنبِتُ يوْمًا سِلالَ وُرودِ…قَوافِلَ زهْرِ
إذا مَا تهادَى القَصِيدُ كعِقْدٍ نَضِيدٍ بنَحري
وأنّ عُيُوني سَتَهْفُو… ظِلالًا…ظِلالًا..وأشْجارَ سِدرِ
شَذَا ياسَمينٍ…و باقاتٍ نُور… وأشْذاءَ نَوْرِ
وأنّ شِفاهِي إذا انْفَرَجَتْ سَالَ شِعري زُلالًا
كَشهْدٍ قرَاحٍ بِثَغْري
وفي كُلّ تجْعيدةٍ مَنْ جَبيني
مَسَارجُ بَوْحٍ..جَنَى حِكمةٍ… وثِمارُ اكْتِمالٍ
حَكَايَا سِنينٍ..تَجاربُ عِشْقٍ…سُلافَاتُ خْمْرِ
وهَذا قَذالي
أرَاهُ ضِيَاءً…وأفْنانَ فُلٍّ..و دُرًّا.. و لَمْعَ لَألِ
و عِقْدَ لجَيْنٍ.. وعُنْقودَ طهْر بِرَحمِ الدَّوالِي
َتَعتّقَ شَهْدا بِجوْفِ الخَوابي وقلْبِ السّلالِ
وجَاءَ اليْكُم… يَفُورُ سُلافًا…بثغْرِ القِلالِ
ليُسْكِرَكُم بقَوافِي الوِصَالِ وخَمْر الحَلالِ
و يَحمِلكُمْ للذُّرَى فوْقَ طيْرِ الجَمالِ
إلَى جُزٌرٍ مِنْ لُجَيْنٍ..و دُرِّ
و تبْرٍ.. و سِحرِ.
▪2《أحِبُّ عَصَايَ》
أحِبُّ عَصَايا…
خَدِينَةَ شَيْبي..رَفيقةَ عَجْزِ المَفاصِلِ..رَعْشِ الأنَامِلِ..
عَتْمِ المَرايَا
تَشُقّ لسُقْمِي بُحُورَ شَقاءِ
لتُهْدي لعُقْميَ إكْسِيرَ بُرءٍ..و عُشْبَ شِفَاءِ
تُدَثَّرُنِي بالعَطايَا
و تَمْلأ وِحدَةَ ليْلِي بِسِحرِ الحَكَايا
و لَا دِيكَ يُعلنُ فجْرَ السُّكُوتِ
و لا سَيْفَ يُعلنُ غَدرَ النّوايَا
عَصَايَ…. أنَايَا…
و مِجْدَافُ عُمْري بِغَمْرِ السَّقامِ وبَحر الرَّزايَا
أقُودُ بِهَا مَركَبِي فِي عُبابِي
أشِيرُ بها للسُّهَا فِي دُجَايا
أهُشُّ بِها.. في وُلوعٍ.. عَلى الحُلْمِ حتّى يُسَابقَ رَكْبَ المَنايَا
إلَى حَيْثُ نَبْعُ الأمَانِي ونَهْرُ القَوافي وعَيْنُ المرَايَا
و فيهَا ماَرِبُ أُخْرَى ..و أخْرَى.. و أخْرَى
فلا تَعجَبُوا إنْ تِماهَتْ وَ حَيَّاتِ مُوسَى لتَحمٍي سَبيلِي
و تَشْفي بِتِرياقِها صَادِيَاتِ غَليلي
و تقْدَحَ منْ عَيْنِها شَمْعَ غْيْمِي …و بَرقَ أفُولِي
و إنْ عُدتُ أمْشِي… سأُلبِسُها نَعلَ عَشْتارَ تِبْرًا
و نَجْري مَعًا في امْتِدادِ البَرارِي و مَدِّ الحقولِ
و تغْدو دَليلِي…و تبْقَى أنايَا
فَلا تَعتَبُوا إنْ تمَاديْتُ أعشَقُ عُمْرِي
و أصدَحُ في صَادِقاتِ المَرايا :
“أحِبُّ جَبيني… أحِبُّ خُدُودي…
أحِبُّ قَذَالي …أحِبُّ قَصِيدي
أحبُّ عَصَايَا
أحِبُّ المرايا”
و مادُمْتُ أحيَا سَأبْقى كعَشْتارَ
في دَربِ عِشْقي و شِعري
و فِي رِحلَةِ المُبْتغَى سِنْدبادَا..
و في حِكمَتي واكْتِنازِ الرُّؤى شَهْرزادَا
سَليلةَ حُزْنِ النِّسَاءِ و حُلْمِ الصَّبايَا
وأنْثَى الأحَاجِي…و سِرِّ الدَّياجِى
بِدَربِ الأقاصِي… و سِفْرِ الحَكايَا ☆
بقلم الشاعرة 《سعيدة باش طبجي☆تونس》
《 مارس2023》
Discussion about this post