نورا عواجه
فى ليلة عيد الأم عام 1958 ..
ذهب الشاعر الراحل حسين السيد فى زيارة إلى أمه .. وكانت تسكن بإحدى عمارات وسط البلد .. وبعد أن صعد السلم ووصل إلى شقتها فى الطابق السادس .. اكتشف أنه قد نسى شراء هدية لها .. وكان من الصعب عليه النزول مرة أخرى لأن المصعد كان معطلا .. فوقف على باب الشقة وأخرج من جيبه قلما وورقة وبدأ يكتب :
“ست الحبايب يا حبيبة يا أغلى من روحى ودمى .. ياحنينة وكلك طيبة يارب يخليكى يا أمى .. زمان سهرتى وتعبتى وشلتى من عمرى ليالى .. ولسه برضه دلوقتى بتحملى الهم بدالى .. أنام وتسهرى وتباتى تفكرى وتصحى من الآدان وتيجى تشقرى .. تعيشى لى ياحبيبتى يا أمى ويدوم لى رضاكى” ..
فكانت هذه هى لحظة ميلاد الأغنية الشهيرة التى استغرقت كتابتها خمس دقائق فقط .. وبعد انتهائه من الكتابة .. طرق شاعرنا باب الشقة وفتحت له والدته وبدأ يسمعها كلمات الأغنية .. ووعدها بشكل عفوى بأنها سوف تسمعها فى اليوم التالى على أمواج الإذاعة المصرية بصوت غنائى جميل دون أن يعرف كيف سيفى بوعده .. أمام هذا المأزق اتصل على الفور بالموسيقار محمد عبد الوهاب وشرح له الأمر وتلا عليه كلمات الأغنية على الهاتف .. فأعجب بها عبد الوهاب وقرر تلحينها لإهدائها إلى أمه وكل الأمهات فى مصر والعالم العربى .. ولم يستغرق اللحن منه عشر دقائق أيضا .. ثم اتصل بالمطربة فايزة أحمد وأسمعها الأغنية وتدربت عليها وحفظتها فى اليوم نفسه .. وفى صباح اليوم التالى 21 مارس 1958 .. غناها محمد عبد الوهاب على العود فقط .. ومع نهاية اليوم كانت فايزة أحمد قد غنتها فى الإذاعة .. وبذلك وفى حسين السيد بوعده لأمه ..
Discussion about this post