الكاتبة والإعلامية مها ديوب تكتب ….بنت بلادي
طلبوا منها أن تكون أُنثى ..
طلبوا منها أن تكون بمقاييس عالمية (ليدي)،
فلنحتكم لكم يارجال وطني..
كيف تكون أُنثى وأنتم مرهقون لاهثون لتأمين لقمة العيش للأسرة؟
كيف تكون أُنثى وأنتم محطّمون؟
لتكون الأنثى أُنثى، يجب أن يكون الرجل بالمقابل كاملاً،
بمعنى، قادراً على الإهتمام والعطاء بكل مقاييس العطاء ..
أن يكون لها ومعها كلّيّاً ..
ألا يكون رغماً عنه موزع بين ربطةِ خبزٍ، وكيلو لحمة، وطفل متعب بسبب قلّة التغذية،وخوفٍ رهيبٍ من الغد..
لتكون الأنثى أُنثى، يجب أن يكون لها وقتاً للإهتمام بجمالها وأنوثتها، وأن تُثقِّف نفسها وروحها !!
كيف لفتاة أهلها بحاجة راتبها لِيُكملوا أجار البيت، أن ترصد للإهتمام بأنوثتها مبلغاً من مرتّبها ؟
لتكون السورية أُنثى، عليكم أن تعطوها مجرد الإحساس أنه في بلادي سِنّ للتقاعد، ترتاح فيه بعد سنين الخدمة ؟
لايمكن لربّةِ منزلٍ ان تجلسَ ساعة واحدةً بلا عملٍ في ظلّ الظروف الحالية..
حقيقةً، إنّ مفهوم الأنثى يتبدل وفقاً لحالة الوطن، ويتناسب معه طرداً..
فالأوطان السليمة تعجُّ بالإناث الجميلات والمهتمّات بجمالهنّ وأنوثتهنّ، والموسيقا والحدائق و.و.و.، أمّا الأوطان المنكوبة المرهقة سترى فيها طبقتان فقط ..
_إمّا أُنثى برائحة وطنٍ، تلهثُ معه لتأمين حفنة كرامة تنام بينهما ليلاً، فيُمسكان بها حتى يرثُها الأبناء..
_أمّا الثانية، فأُنثى من مجتمعٍ تشكّل من دماء وعرَقِ الأولى، تراها مصنّعةً، فيها شفاه من الدانمارك، ومؤخرة من نيويورك، وردفٌ من هولندا .. وتراها مساءً تمسك بحفنة من مالٍ جنتهُ من ثمنٍ قبضه زوجها من قوت فقراء الوطن، و هو ربعُ ذكرٍ، فمن كان عبداً للمال، لايمكن أن يكون رجلاً .. تراه بجانبها وقد ارتاح من ثمن انوثتها المصنّعة، وبيده جوّاله يبحثُ من خلاله عن أُنثى تذكّره أنه كان يوماً ما إنساناً…
الأنثى الحقيقية في سورية هي وطن .. وطنٌ بحجم رجل .. ورَجلها بالنسبة لها، رجل بحجم وطن..
عاشت كل سيدة سورية، بالمعنى السوري الأصيل..
السيدة السورية، هي السند، هي القوّة العظيمة، التي معها تستطيع مواجهة كوكبٍ بحاله..
عندما ينتهي الفساد، وتعود العافية للوطن، تعود الأنثى أُنثى معافاة .
عاش وطن الأوطان .. وطني الجميل.
عافاكِ الله سورية..
Discussion about this post