☆《الحُسْنُ ينْكُثُ عهْدهُ》☆
بقلم الشاعرة سعيدة باش طبجي…
قدْ كُنْتُ جُوكَنْدا الجَمالِ و وَردَهُ
وجَدائِلي في النّورِ تَرشُفُ وِردَهُ
قدْ كنْتُ” ليْلَى” أو “بُثْيْنةَ “في الهَوَى
“ولّادةً” في الشّّعرِ أُلهِبُ وَجْدَهُ
مَفْتُونةً والحرفُ فاحَ أريجُهُ..
في المسْك أزْرَعُهُ.. وأوقِدُ نِدَّهُ
أخْتَالُ في مَرجِ القَريضِ جَناحَ
نِسْرٍ يقْتَفي مَدَدَ الجَمَالِ و مَدَّهُ
وأنامُ عيْنًا في الوِصَال قَرِيرَةً
تَتَوَسّدُ البَوْحَ اللّذِيذَ ومَهْدهُ
ثَغْرًا يُغَرٍدُ نَشْوَةً و صَبَابَةً
ويَعُبُّ تِرياقَ القَصِيدِ وشَهْدَهُ
وصَبيَّ طُهْرٍ يَحضُنُ الأملَ المُعَمَّدَ
بالرُّؤَي والنُّورِ…يَرضَعُ نهْدَهُ
و نَبيَّ شِعرٍ شَرعُهُ أن ْيسْتَعيدَ
بِحرفِهِ بَردَ السّلامِ و رَغْدَهُ
عُمْرًا تَعَمّدَ بالأمَانِي والرُّؤَى
والشّعرُ يلْقِي فَوْقَ زِنْدي بُردَهُ
أرنُو إلَى مَدِّ المَدَى وجَدائِلي
لا تَبْتَغِي إلّا الشُّمُوخَ ونَجْدَهُ
وعُيُونُ حُلْمِي وانْتِشائي لَا تَرَى
في الأفْق إلّا الانْتِصَارَ وطوْدَهُ
والصَّخْرةُ الغَرّاءُ أدرَكَتْ الذُّرَى
ما كانَ سِيزِيفٌ لِيُخْلفَ وَعدَهُ!
☆▪☆▪☆
واحَسْرتاهُ على حُبُيْبات النّدَى
في جبْهَتي..والحُسْنُ يَنْْكُثُ عَهْدَهُ
تاهَتْ ومَاهتْ مِنْ علٍ ..لمْ تَلْقْ إلّا
جُرفَ أوْصَابِِ الزّمانِ و وَهْدَهُ
فاليوْمَ ثلْجُ العُمْر يَبْذُرُ في الجَبينِ
وفي القَذالِ و في الأنَاملِ بَردَهُ
والسُّقمُ يزْرَعُ عُقْمَهُ في خافِقيَّ
وفي العُيونِ وفي الوَسَائدِ سُهْدَهُ
و العُمْرُ…عافَ الشعرُ ماءَ رُضابهِ
مَاعادَ يَلثُمُ مُقْلتيْهِ و خَدَّهُ
ماعادَ في سِفْرِ الرّبيعِ مُسَجَّلًا
جَاءَ الشّتاءُ..فكيْف يَقْدرُ رَدَّهُ؟
هل ياتُرى مَازال يُغْري جَذْوَتي
عِشْقٌ و هلْ أسْطيعُ أرجِعُ وَقْدَهُ ؟
أمْ أنّ عَشْتارًا سَتَخلَعُ نَعلَهَا
وتَبيعُ شَالَ الاِنْبِعاثِ و مَجْدَهُ
و تُنيمُ قُبْلتَها بِثَغْر بارِدٍ
يَغْتالُ تَمُّوزًا ويَحفرُ لَحدَهُ
وتَنامُ في مَهْد الصّقيع حَمامةً
نَسِيَتْ أهَازيجَ الرَّبيعِ و وَردَهُ
عُمْرِي يتُوق إلَى الأقاصِي والرُّؤَى
لكنّ خوْفي رَابصٌ ليَصُدَّهُ
والصّخْرةُ الرّعنَاءُ عادتْ للهُوَى
و القُبلةُ الزّهْراءُ باعَتْ وِدّهُ
وكأنّ عشْتارَا سَتنْكُثُ عهْدَها
وسِزيفُ أيْضا سوْف يُخْلِفُ وَعدَهُ
ولربّما الفِينِيقُ عَاد منْ الذّرَى
للنّارِ بعد النُّور تأكُلُ خُلْدُهُ
يا ويْل أحلامَ القَوافٍي والأقاصِي
إنْ تمادَى العُمْرُ يَعشَقُ قَيْدَهُ
و عَلَى رَصِيفِ الانْتِظارِ أو الوَنَى
في زَحمةِ الأغْيَالِ يُهْدِرُ صَيْدَهُ
بقلم الشاعرة 《سعيدة باش طبجي☆تونس》
Discussion about this post