.بقلم الشاعرة الجزائرية … فاتحة معمري
وَجِبْرِيْلَةُ المَعْنَى وضوح ضَبابُها
عَلَى مَجْمَعِ البَحْرَيْنِ مَرَّ سَحَابُهَا
لَهَا نُسْخَةٌ فِيْ اللَّوْحِ تَبْدُو مَجَرَّةً
جَنَى سِحْرهَا دَانٍ تَرَاءَى شِهَابُهَا
وَلَمَّا رَأَيْتُ النَّارَ أَكْمَلَ آَيَةٍ
مَوَاعِدَ يُمْحَى بالحُضُورِ غِيَابُهَا
دَنَوْتُ اسْتِرَاقًا أَسْتَجِيْرُ بِفَيْئِهَا
فَنَزَّ نَديًا فِيْ خَيَالِيْ تُرَابُهَا
أَنَامُ اخْتِلاْسًا لاقْتِنَاصِ كِنَايَةٍ
فَأَغْفُو انْتِشَاءً بِيدَ أَنّي أَهَابُهَا
بَدَوْتُ كإِشْرَاعِ الأَيَادِي إِذَا بَدَتْ
عُيُونًا تلقتها ظماءً قِرَابُهَا
لَقَدْ كُنْتُ أَكْتَافَ الجِرَارِ إِذَا هَمَتْ
وَأَغْلَى انْسِكَابِ الوَحْيّ ذَاكَ انْسِكَابُهَا
وَإنّيَ نَشْوَى أَنْتَقِيْ شُرْبَ خَمْرِهَا
فَكَيْفَ بسكري حين صحوي شَرَابُهَا
تنادمُ أَوْرَاقِيْ هَوَامِشَ كَأْسِهَا
فَشَبَتْ حَوَاشِيْهَا فَكَيْفَ كِتَابُهَا
أَكَانَتْ رَوَاءَ الرُّوحِ فِيْ كُلّ قَطْرَةٍ
فَكُلّي سَمَاءٌ خَطَّ كَفّي شِعَابُهَا
نَوافِذُهَا الزَّرْقَاء شَارَةُ سَالِكٍ
وَبَعْضُ دَرُوبِ العَارِفِيْنَ هِضَابُهَا
بِهَا هَيْبَةٌ كالكَشْفِ,شَيْخُ طَرِيْقَةٍ
سَيُشْعِلُ أَنْوَاءَ المَجَازِ ثِقَابُهَا
تـَنَاهَتْ أقَاصِي الغَيْبِ حَتّى تَكَشَّفَتْ
كَرُؤْيَا تَبَدَّى بالذَهَابِ إيَابُهَا
وَفِيْ حَالِهَا فَأدْخُلْ مَقَامًا بِهِ تَرَى
كَأَنَّ عَنَاقِيدَ النُجُومِ قِبَابُهَا
لَهَا سِرُّ قَبْلَ القَبْلِ مِنْ بَعْدِ بَعْدِهَا
وَأَقْدَمُ مِنْ لَوْنِ المُرُوجِ خِضَابُهَا
سَمَاوِيَةُ الأَسْمَاءِ مِنْ قَبْلِ آدَمٍ
عَلَى مَسْمَعِ التَأْوِيلِ كَانَ جَوَابُهَا
لَهَا مِنْ زُجَاجِ البَوْحِ فِتْنَةُ عَاشِقٍ
إذَا شَدَّ أنْظَارَ الحِسَانِ حِجَابُهَا
إذَا أَوْمَأَتْ نَايًا تَجَلَّى بِيُتْمِهِ
وإنَّ إخْتِلاجَ العَاشِقِينَ عَذَابُهَا
وتحي سُجُودَ الحُبّ فيناتُمِدُنَا
نَوَاعِيرَ صَحْوٍ إذْ يَشِفُّ ضَبَابُهُا
وَيُفْرِدُ إِكْليلَ التَوَسُّلِ شَالُهَا
بكل مَعَانِي القُربِ يَحْلُو انْسِيَابُهَا
وَكَمْ أتْقَنَ الرَّائُونَ طَبْعَ عِنَاقِهَا
وَكُلُّ لِقَاءٍ قَالَ إِنّي رِحَابُهَا
دَعَتْنِيَ :كُونِي.. فاسْتَحَلْتُ لِحَضْرَةٍ
عَلَيَّ دخولي شَاهِدٌ ما جَوابُهَا
فَنَيْتُ فَلاَ أَدْرِيْ أَصَوْتًا فَيَا تُرَى
أَهذا لِقَاءٌ أًمْ تُرَاهُ خِطَابُهَا
فَيَا أَيُّهَا الإنْسَانُ أَنْتِ سَكِيْنَةٌ
كغَفْوَة ِ مَاءٍ ..يَسْتَقِرُّ حُبَابُهَا
لَهَا مِنْ مَرَايَا الجُودِ فِكْرَةُ أَنْهُرٍ
فَمِنْ فَرْطِ إِعْطَاءٍ تـَنَدَّى يـَبَابُهَا
وَكْمْ تُشْبِهُ الشطآن وهْيِ فَقِيَرَةٌ
مَوَاطِنُهَا قُلْتَ: الرّمَالُ عُبَابُهَا
أُعيدُ لتَابُوتِ الكلام ضِيَاءَهُ
فيخفي مَشِيْبَ الأُمْنِيَاتِ شَبَابُهَا
أُعَمّدُ أسْلُوبَ المُرِيْدِ تَأَدُبًا
فَجِبْرِيْلَةُ المَعْنَى سيأذَّنُ بَابُهَا
Discussion about this post