روائح رمضان
شهاب أبوفرد
أيام تفصلنا عن رمضان …
عن شهرٍ يحمل من الذاكرة جزءاً صعباً…
يحمل من التحضيرات التى تستبقه ما إن تهل نسائمه……
بدءاً بزينة المنزل…المصابيح…حبال الضوء والزينة…
جلسات المطبخ المطوله لصنع المخللات و غيرها من الأطعمة المختلفة.
أيامٌ تفصلنا عن الحنين للنهار الطويل…..للطوابير على التمر الهندى والقطايف……
للريموت الذى لا يحمله أحد طوال النهار ليبدئ الشجار عليه بعد الإفطار…
للمصاحف التى تُحجز لكل فرد….. لأصوات التسبيح و الاستغفار……ل اللهم إنى صائم بعد كل شجار فى المنزل بين الإخوة.
لأصوات الأطباق التى تبدأ أصواتها بالظهور بعد أذان العصر.
وللجلسة التى تسبق الأذان بدقائق للدعاء….كلٌ يجلس في مكانه….. وكلٌ يحمد الله أنه لم يجلس بجانب الخبز و الماء والعصائر حتى لا تنهال عليه الطلبات…
أيام ويعود القلب للتراويح و الشوارع التى تعج بالمصلين……….. وللسهرات التى تعقب الصلاة و تمتد لمنتصف الليل……..لجمعات العائلة و الأقارب والأطعمة الذيذة و الأجواء الروحانية….وللسحور الذي يرفض الجميع تناوله…….ثم يندمون فى ساعات الظهيرة.
سلامٌ عليكم رمضان … سلامٌ من جديد….على زينة كنا نعلقها سوياً مبتهجين بها تعلو نوافذ المنازل….
على موائد قلَ عدد مقاعدها
و موائد إزدادت مقاعدها.
سلامٌ على عائلات جديدة صغيرة..
و عائلات كبيرة أضحت صغيرة.
على ذكريات ندمع لها كل أذان مغرب…… منتظرين أن نسمع أصواتاً تطلب منا ماءً أو خبزاً أو طبق…… نلتفت حولنا فلا نجدهم فندعو لهم دعوة المغرب بغصة.
سلامٌ على وجوه لم ندرك يوماً أنها كانت أشهى ما على الموائد…..
وعلى أصواتٍ لم نعى أنها من كانت تروينا قبل الماء … سلامٌ على أكوام من الأطباق والمعالق نتضجر منها وقت التنظيف نتمناها اليوم و نرجو أن تعود.
سلامٌ على جلساتٍ رمضانية كانت بجمعتنا أغلى من الكون و ما يحمل.
سلام على أرواح كانت بيننا فارقتنا جسداً ولكن أرواحهم مستوطنة بداخلنا للأبد… رحمة الله عليهم جميعاً
سلام عليكم أينما كنتم مع عائلاتكم أو أحبابكم…..الزائر الكريم يطرق أبوابكم أبواب أنفُسكم وأرواحكم. هل من طلبات لتُجاب و دعواتٍ تُستجاب…… ها هىَّ أبواب السماء تُفتَحُ على مِصراعيها وأبواب الجنة تَنشُرَ بعضا” من عبيرها من جديد… لِنُجدد العهد سوياً و نُعلى التراتيل معا” لتعلو أصوات المساجد…لتكتظَ السماء بالأدعية والأُمنيات..وتتزاحم الملائكة بكتابة الأُجورِ والصدقات…
من أى بلد كُنت سَتُجدِدُ عهدك .. مع عائلتك أو لوَحدك … أنت محظوظ فَلقَد طرقَ الزائر الكريم بابك … فأكرِم ضَيفك
أعاده الله عليكم لا فاقدين ولا مفقودين بالخير واليمن والبركات إن شاء الله
بقلمى /شهاب أبوفرد
Discussion about this post