بقلم الشاعر والكاتب … محمد زينو شومان
ماذا بوسعي فعله
قبل انقراض السحب الحديثهْ؟
ها هي رغبتي التي ربّيتها منذ الصغرْ
تسابق السيجارةَ التي تودّع الحياةْ
لن أعلن الثورةَ ربما سأحتاج إلى
هزيمتين أخريينْ
ونصف ليترٍ من ندمْ
أجرعه في كل يوم مرّتينْ
وربما يعوزني بعض المقادير لهمّ لم يزلْ
في طوره الثاني.. إذن لننتظرْ
هأنذا أبحث عن أيّ مكان لقضاء ليلتي الأخيرهْ
في فندق، أو فوق أيّ هاويهْ
تنفّسوا بتؤدة كما يجبْ
لست معربداََ ولا مناكفاََ كما يُظنّ من ملامحي
ولم أكن يوماََ لأيّ غضب عودَ ثقابْ
لن أحبسَ الضوضاءَ في جيبي ولا بويضةَ الفتنْ
لكنني كرهت أن أبقى رهينةَ الخواءْ
أين أنا؟
قد أرسلوا النقّادَ والحرّاسَ والشرطةَ
يبحثون عنّي داخل النص سدىََ
ويحي!.. نسيت مخبئي
نسيت أني لم أزل أجري وأجري حاملاََ رأسي معي كقطعة من الأثاثْ
أو مثل بندقية قديمة.. أو مثل ناقوس الخطرْ
إلام هذا الركض والطواف كالأفلاكِ
حول مركز المخيّلهْ؟
لا تسرفوا في الشكّ.. ما بدّلت سحنتي
وما اشتركت في مغانم الحروبْ
صمتي الذي يريبكم أوضح من شاهدة الضريحْ
الحقد ما كان ليستوطنني منذ القدمْ
وليس باسمي ثروة جنيتها ولا عقارْ
لا ” داحساََ” ورثت من جدي ولا ” الغبراءْ”
سريرتي أصفى من الزجاجْ
شائعة كجدول الضرب أو الأمثالْ
مفتوحة الأبواب كالحدائق العامّةِ،
أو كقاعة الأعراسِ ،
أو كمتحف الآثارْ
لم أشترك بالحرب في تجارة الرقيق والأعضاء والبغاءْ
لست ملاحقاََ بأيّ جنحة، أو رشوة، أو تهمةٍ
بالقتل والتعذيب والفسادْ
ليس لديّ مطلقاََ أرصدة مهرّبهْ
ولا لديّ مخزن في أسفل المبنى لأحفظ بهِ
معلّبات الشوق والأفكارْ
حتى شجوني ساحة مباحةٌ
للمتفرّجين والزوّار والمشاةْ
أقسم لم أسرق مفاتيحَ المصارف التي تنهشني
حيّاََ وتبقيني بلا عظامْ
ألم أزل أعاني السكّري؟!
هل من سبيل للنجاة هذه المرةَ
من مصيدة القلقْ؟
لبنان _ زفتا في 2023/3/4
بقلم الشاعر والكاتب محمد زينو شومان
Discussion about this post