الديموقراطية في منظور د. مراد وهبة .
.
بقلم : سلمى صوفاناتي
منذ عدة عقود .. وتحديدا في القرن الخامس قبل الميلاد .. شاع عن دولة اثينا بأنها دولة ديموقراطية .. وكان يحكمها انذاك ( بوكليس ) الذي صرح بأنها دولة ديموقراطية .. ومن ثم دخلت اثينا في حرب مع اسبارتا .. والتي اشتهرت باهتمامها بالتربية البدنية .. أما أثينا فقد عنيت بالتربية العقلية .. لذلك أسفرت هذه الحرب على خسارتها .. وقد صرح أفلاطون أنذاك أن سبب الهزيمة في هذه الحرب هو الديموقراطية .. واعرب أنها عبارة عن فكر بربري .. جاهل .. ويجب الغائها .. وقام تلميذه أرسطو بتأييده والأخذ على يده .. وكان أرسطو وأفلاطون في تلك الحقبة من أعنف الفلاسفة الدكتاتوريين والمتسلطين حسب بعض الفلاسفة .. فتوارى لفظ الديموقراطية .. حوالي (٢٠٠٠) سنة .. ثم بدأ تدواله مجددا في بداية القرن السادس عشر .. وقد تمكن الدكتور مراد وهبة من العثور على نظرية كورميكوس .. ونظرية دوران الأرض ..
وقد أخذت العلمانية بالانتشار منذ بذوغ القرن السادس عشر .. اما في القرن السابع عشر بدأت تتطور نظرية العقد الاجتماعي .. ( تجمع من الأفراد ضمن بيئة معينة يتفقون فيما بينهم على عمل عقد اجتماعي يتنازلون من خلاله عن بعض الحقوق .. ويعطوها للحاكم .. مقابل ان يمنحهم الأمن والأمان ) وهذا مايسمى : عقدا اجتماعيا .. أيضا في ( روسو ) وفي القرن السابع عشر تحديدا .. برز ( جون لوك ) الذي كان له رؤية مؤثرة في العقد الاجتماعي حيث كانت نظريته .. ترتبط ارتباطا وثيقا بالتسامح .. وبمنع السلطة الدينية من التدخل في المجتمع .. فبالرغم من وجودها الا أنه لايحق لها التدخل بالعقد الاجتماعي ..
وفي أوائل القرن الثامن عشر .. الذي تحررت فيه هذه الدول من جميع السلطات .. وليس فقط السلطة الدينية .. كذلك شهدت هذه العقود تحررا ملموسا من السلطة السياسية والاقتصادية .. او ما يسمى التنوير ( التحبير العقلي من كل سلطة عدا سلطة العقل ) .
وتعني السلطة الاقتصادية : التدخل المباشر للدولة فيما يخص الاقتصاد .. لأجل ذلك وعندما الثورة الفرنسية على هذه المراحل الثلاثة .. اشتهرت عنها مقولة شائعة : ( دعه يعمل – دعه يمر ) دون وضع أي عوائق .. اذا : فتحرير العقل من جميع السلطات كان في القرن الثامن عشر ..
وفي مطلع القرن التاسع عشر .. وبعد معملة العلمانية والحزب الاجتماعي والتنوير .. صحب سلطة الفرد فوق سلطة المجتمع .. وهذه هي ( الليبلارية ) . وهذا يعني أن الديموقراطية مكونة من أربع مكونات : العلمانية فالعقد الاجتماعي فالتنوير فالليبلارية . التي احتلت اربع قرون باكملها ..
وفي مطلع القرن العشرين .. ظهرت الثورة العلمية والتكنولوجية .. والتي كانت بمثابة ثمرة للديموقراطية الرباعية .. فاذا كنت تفتقد الى هذه الرباعية .. لن تستطيع الدخول في الثورة العلمية والتكنولوجية .. وهذا يعني أن العلمانية هي بداية سلم الديموقراطية ومن ثم الليبلارية اما المدنية فقد كانت تعتبر مغالطة حسب المفهوم السائد .. في ذلك الوقت .. خلاصة القول :
نقول هناك ليبلارية : عندما يكون هناك تيار .. ونقول علمانية : عندما يكون هناك أفراد وتيار ..
Discussion about this post