تحاورها الصحفية :
سلمى صوفاناتي
في ظل المؤامرات الدولية والكوارث الطبيعية والافتعالية التي تتعرض لها بلادنا اليوم .. يتوجب علينا ان نسلط الضوء على تلك الشريحة الهامةوالتي تعد اللبنة الاساسية في بناء المجتمعات وتحضرها الا وهم الاطفال .. واللذين نعتبرهم الاكثر تأثرا بالمجريات حسب درجة الضرر الذي تعرضوا له سواء بدمار منازلهم او فقدان اسرهم او التعرض لهزات أرضية أفسدت ترتيب منازلهم دون اي اضرار جسيمة .. ولكن .. قد يأتي الخوف بعد حدوث الكوارث فيترك آثارا سلبية قد تفقدهم القدرة على التركيز والنوم ..
للحديث عن تلك الآثار النفسية وسبل معالجتها .. والرامج التوعوية التي تختص بهذا الشأن .. يسعدنا ويشرفنا أن نستضيف د بهية الطشم ..استاذة علم الاخلاق النظري والعملي في الجامعة اللبنانية .. واستاذة علم النفس في الجامعة الاسلامية .. لها العديد من الأبحاث الأكاديمية على مستوى العالم ..شاركت في العديد من المؤتمرات والندوات وحصدت العديد من الجوائز الدولية ضمن اختصاصها ..
عن تلك التساؤلات تجيبنا د بهية الطشم :
نعيش على الصحة النفسية كما على الصحة الجسديةوعلينا ان نتفاعل مع الأحداث الطارئة بعقولنا وليس والانفعالات السلبية او الهلع.
وعلم النفس قدّم الحلول الكثير من المشاكل والأحداث التي تواجه الإنسان وساعده على التأقلم.
وأثبتت الدراسات النفسية والانتربولوجيا ان ما مرجلة بعد الصدمة اصعب من الصدمة نفسها.
وبالنسبة لأهم الآثار النفسية السلبية
التي تتركها الزلازل في مقدمتها: الخوف…..نوبات الهستيريا….القلق الدائم….الارق او عدم النوم بشكل كافي ….عدم ممارسة النشاطات المدرسية كالمعتاد مما يؤدي إلى تراجع في مستوى الدراسة…الشعور بالارتباك…الشرود الذهني…. اماعن سُبل التوعية وطرق المساعدة للاطفال:
يجب علينا أن نقدّم الإسعافات النفسية الضرورية واللازمة للأطفال؛ خاصة وأن مناعتهم النفسية ضعيفة…
ذلك أن دماغ الإنسان عموماً يحتاج إلى فترة زمنية من ٥ إلى ٧ دقائق لاستيعاب اي حدث او اي كارثة
طارئة….وحتى فهمنا عنوان الحدث الذي تواجهه…..عليما ابتكار الأساليب الآيلة الى التفاعل معه بطريقة إيجابية بعيداً عن الهلع والتوتر والخوف..
فالخوف يسبب تشويش العقل ويفقدنا تركيزنا…..
وتكمن اهم الوسائل للتوعية فيما يلي ضمن استراتيجية فعالة ضد الزلازل:
١.تعليم الاطفال حماية أنفسهم في لحظات الخطر وتهيئتهم نفسياً الوقوع زلازل او حريق او اي حدث
حيث لا يمكننا منع الأخطار المُحدقة بنا وخاصة الخارجة عن إرادتنا ولكن يمكننا الحدّ من نتائجها والتعامل معها بذكاء وبإيجابية.
٢.خلق روح الاستجابة الإيجابية الاطفال للتحدي الكبير وللتهديد.
وارشاد الاطفال إلى حماية أنفسهم عبر أخذ موقع آمن في المنزل ( تحت طاولة صلبة؛ بموازاة عامود او ركيزة صلبة بعيداً عن الزجاج والآلات الحادة؛ عدم تفعيل الغاز او الكهرباء وان يبقى الهاتف معهم دوماً لتفعيل الخط الساخن في لحظة الزلازل.
٣.
احتضانهم عاطفياً ونفسياً وتشجيعهم بالكلمات المشجعة على الخروج من الظرف الصعب بكل صبر وثبات….
إقناعهم بأن هذه الفترة وهذا الظرف سينتهيان قريباً.
٤.تعليمهم وتدريب دماغهم على المرونة النفسية لتعزيز المناعة النفسية عندهم ومحاربة اهم عدو للنفس قبل الكارثة وهو الهلع او الارتباك ….
ذلك أن الهلع الهيستيري يضاهي بخطر خطر الزلازل ويدمّر النفس .
٥.ضرورة وارشادهم إلى تفعيل الصبر وتقديم الإسعافات النفسية الضرورية ..
بالنسبة لما يدور حول البرامج التوعوية: أرى أنه
من الضرورات القصوى
استثارة كل الموضوعات والبرامج
التي تعنى بالتوعية في هذا المجال
والتركيز على متابعتها من قبل الأهل والاولاد…ونشرها على أوسع نطاق ..
هنا نتسائل ؟
الي اي مدى يمكننا أن نجد أن الطفل؟
الاهل قدوة للاولاد
وفي اغلب الحالات يجب أن نتظاهر بالقوة امامهم ولا تضعف كي نعزّز شو القوة عندهم
والمشاعر النفسية مُعدية….ومن المهم جدً ابتكار الشعور بالطاقة الإيجابية ونشره حتى في أوج الازمات والمحن التي تواجهنا..
واغلب المخاوف تصب في خانة الأوهام…..
محاربة الخوف تأتي في الطليعة..
وتدريب الأطفال على تقبّل الواقع وتطبيق الإجراءات الاحترازية والوقائية….
وعدم مشاهدة التلفاز أمام الأطفال او التكلم بأحداث الزلازل وبشكل مفرط في العالم على مسامعهم قدر الإمكان واعتماد فن التناسي او فن النسيان للموضوع
وكذلك يجب تشجيعهم على الدراسة وممارسة نشاطاتهم وهواياتهم وكأن شيئاً لم يكن…..بمعنى التجاهل الإيجابي للحدث السلبي لجعل الدماغ في حالة إيجابية ويستعيد نشاطه مجدداً. وتعليمهم ذكاء التأقلم مع مختلف الظروف
ان الفترة الزمنية الطبيعية للتخلص من الآثار السلبية لأي صدمة تحتاج ٣ أسابيع…..
وبعدها تستأنف النفس البشرية التي تعرضت للصدمة لمّ شتاتها وتستأنف نشاطها من جديد…إلا في حالات نادرة.
من خلال الزلازل والكوارث ندرك أهمية الحياة ونتعلم ان نعيشها بإيجابية ونستغل كل دقيقة فيها للمحبة والانجاز ومساعدة الآخرين وتحقيق الإيجابيات…
ختاما: اشكر صحيفة الروّاد نيوز على استضافتي في هذا الحوار الشيق واشكرالصحفية الدولية سلمى صوفاناتي على هذه الاضاءات الهامة واتمنى السلامة للجميع…..
على أمل أن تضمحل المحن….والكوارث
من كل بقاع الأرض….
Discussion about this post