الشاعرة والكاتبة … مفيدة بن علي
عذرا
وبكلّ لطف تفهّم
كوني لم أكن يوما كما تريد ،
كوني لست امرأة عادية ،
و لا أتقن دور العبيد
لا أملك عينين .
لا أملك حاجبين
و خدّين و شفتين ..
أنا امرأة بلا ملامح .
لا أملك مفاتيح الكون
لأرضيك
لا أحبّ طقوس التنكّر
و المساحيق ،
لا أتوق للمطابخ و المسابح
لا تفرملني المكابح ..
أنا امرأة
معجونة من تمرّد و حرّية
أنا امرأة ثوريّة ..
أنا امرأة لي حراشف ..
لا أوارى الثرى متى وأدوني .
أتنفّس تحت الأرض
أتنفس في السّماء و تحت الماء .
لا أتقن الترتيب ..
لا أتقن طيّ الشّراشف
والمناشف
وطهو الطعام الذي تحب ..
تدميني قيودك الذّهبية
أنا امرأة .. فوضوية
أنا امرأة زئبقية ..
أفلت من قبضتك
أجيد التّخفي
أخرج من مساماتك
أهرب من سؤالات غبية
لا أحبّ الحديث كثيرا ..
ولا أضحك ملء شدقيّ
يشوبني دائما
أنني لست امرأة عادية
بحثت طويلا في العيون
بحثت فيك .. بحثت فيّ
لم أجدني
بحثت في الرفوف القديمة ..
على الأرصفة
في واجهات مدينة شرقية
لم أجدني ..
تفحّصت الوجوه وجها وجها
لم أجدني
بحثت في خطوط كفيّ
في خطوط كفّيك
افتح كفّيك لأراني
لم أجدني
بحثت على الخرائط
بخطوط العرض و الطول
على الكرة الأرضية
بخوف أنّني لن أجدني
ولم أجدني
أأكون امرأة من دخان ؟؟
أأكون غيمة و لا أدري ؟؟
يا سيدي
هلّا قاسمتك البليّة ..
وقاسمتني البحث عنّي
هناك .. في بحور الأبجدية
في نقطة الالتقاء بين أزرقين
أسترق فكرة أو قطرة حبر
أسترق ابتسامة رمادية
هلّا قاسمتني ..
هلّا قاسمتني البحث عني
هناك .. في الرّوابي
في غابات بلادي
شجرة تورق صبرا
في السّماء غيمة معلّقة
تحلّق
بأجنحة إلاهيّة
أو يمامة وردية
لست أعرفني ..
صرخت حتّى أطبق الصدى
علي صدري
من أنا ؟
ولدتِ على صفحةٍ بيضاءَ
نقطة .. أو فكرة
أو امرأة من حبر
قال قدري ..
الشاعرة والكاتبة مفيدة بن علي
Discussion about this post