دور التنويم المغناطيسي (الذاتي والغيري) في محاربة القلق:
نعيش على الصحة الجسدية,وكذلك على الصحة النفسية فالانسجام النفسي هو أساس الصحة النفسية كي نكون قادرين على تحقيق ذواتنا واستثمار قدراتنا الى أقصى حدّ ممكن.
ولا غرو,فالصحة النفسية تعكس حالة دائمة من التوافق وان بشكل نسبي يكون فيها الانسان متوافقاً مع نفسه ومع بيئته (أي شخصياً,انفعالياً واجتماعياً) ,اذ هي حالة ايجابية تتضمن التمتع بصحة عقولنا وأجسامنا ,وتغيب عنها عوارض الأمراض النفسية.
ولعلّ أهم الاقوال التي آثرنا البدء بها في هذه المقاربة المتواضعة ازاء فلسفة التنويم المغناطيسي والتي تحفر عميقاً في أثلام الدماغ وحنايا الذاكرة وهي: ” اعرف نفسك بنفسك Know your self” لسقراط,و”الله يغفر الأخطاء ,ولكن الجهاز العصبيي للانسان لا يغفرها ” لمؤسس علم النفس ابراهام ماسلو.
ننطلق من حنايا هذه الأفكار للاضاءة السّاطعة على فلسفة التنويم المغناطيسي بنوعيه :الذاتي و الغيري.
والجدير بالاشارة الى أنّ عقل الانسان هو بمثابة مغناطيس وما يفكّر به ينجذب اليه, سواء كان ذلك سلباً أو ايجاباً.
لم يكن بدُ من الولوج أولاً في ماهية التننويم المغناطيسي وكذلك آثاره على الصحة العقلية والتركيز على مدى أهميته في محاربة القلق.
1
تشكّل فلسفة التنويم المغناطيسي ضرورة قصوى عند من يرغب اللجوء اليها او الاستعانة بها للتحرر من المشاعر السلبية واستبدال الطاقة السلبية بالطاقة الايجابية ومحاربة القلق العارم Anxiety , والحدّ أو التخفيف من الألم النفسي.
يقوم التنويم المغناطيسي على تقنية الاسترخاء بغاية الابتعاد عن المشاكل والوصول الى درجة من الصّفاء الذّهني واستثارة اللاوعي.
مع الاشارة الى أننّا غالباً ما ندخل في التنويم المغناطيسي الذاتي عبر أحلام اليقظة, أو مشاهدة فيلم معين والاستماع الى الموسيقى ,وكذلك الخلوة مع النفس في جلسة تأملية أو ممارسة تمارين اليوغا.
والأجدر بالانتباه أنّ الشخص في التنويم لا يكون نائماً كلياً أو غير واعٍ أبداً ,كذلك لا يكون بالمًطلق تحت حُكم شخص آخر ,ولن يفعل أي شيء لا يرغب بفعله.
اذاً,التنويم المغناطيسي هو أداة رائعة تقلل من التوتر وتزيد من قوة الجهاز المناعي ,وكذلك تساهم في زيادة التركيز للقوة التفكيرية ,ويمكن استخدامه للوصول الى حالة استرخاء عميقة وخصوصاً قبل الخضوع لاختبار أو الانخراط في حدث مهم ,حيث تعمل على نقل الشخص الى السُبات بسلاسة والسيطرة على الألم والتخفيف من آثار ما بعد الصدمة والقضاء علء الرهاب( الفوبيا).
وفي الخلاصة, يمكن القول بأن التنويم المغناطيسي يساعدنا في التكيّف مع الضغوط والقلق للسيطرة على السلوكيات غير المرغوبة وللتعامل بمرونة و ايجابية مع اختلاف المشاكل,والمهم أن لا نفقد السيطرة على سلوكياتنا ,وأن نبقى أكثر انفتاحاً للايحاءات اثناء التنويم المغناطيسي.
وقد أثبتت الدراسات السيكولوجية الحديثة فعالية التنويم المغناطيسي في المساعدة على التخلص من عادة التدخين ومعالجة الأرق الليلي وتحسين مستوى النوم, والافراط في تناول الطعام.
والمُلفت للانتباه الى أنّه لا يمكننا تطبيق التنويم المغناطيسي على أصحاب الأمراض العقلية الحادّة أو الذُّهانpsychose.
2
ونلتمس أخيراً فلسفة ساطعة ألأ وهي: أن أسلوب الانسان lifestyle)) في الحياة ليس بالوراثة,
هذا الاسلوب الذي يصطنعه الانسان منذ سنوات طفولته الأولى,ويظل ثابتاً في خطوطه الرئيسية
خصوصاً بمواجهة 3 مشاكل أساسية : المجتمع,الحُب والانتماء, والمهنة.ووفقاً لِما اعتبر آدلر (أبرز روّاد علم النفس)كذلك اميل دوركايم ( الرائد في علم الاجتماع) بأنّ الانسان هو مزيج من صفاته الفردية والصفات التي أوجدها فيه المجتمع.
ويكمن دور السيكولوجي الناجح في كشف النقاب عن اسلوب حياة الانسان ,ومساعدته في جعل اسلوبه متوافقاً مع نفسه ومع المجتمع بعيداً عن أصناف التشرذم النفسي , أو اللاسواء.
3
Discussion about this post