بقلم الأديبة … هيام حسن العماطوري …. سورية
كانت عواطف ام صالحة دأبها ابنائها زوجها بيتها…عملها هو بحصة تسند الجرة ..تقول عواطف سنين وانا على هذا الحال ادور وادور كثور الساقية مغطاة العينين مغشية الفؤاد …لا اكل ولا امل …كان يقاسمني الوجع زوج صابر …لكن بعد مرور اعوام انقضت من عمري باحثة عن راحة اسرتي نسيت نفسي …وفي خضم انشغالي بكل ما يخدمهم اصبحوا اتكاليين …واصبح بالمقابل ما كنت اعمله بطيب خاطر فرض وواجب ..دون ادنى تقدير …واستمر الحال عام يطوي عام وسنين العمر تمر بغفلة كطرفة عين وصلت من اعتاب العمر اواخره ومن رونق الشباب خواتمه …وما زلت امارس عملي كثور ساقية ادور وادور دون كلل ..لا اخفيكم تمر بي ساعات ضيق من الحال وكثير من الوحع في مفاصلي ..غالبا كنت ابكي وحدي في عتمة ليلي …لم اعد احظى بدفء في القلب فاشعر ان اطرافي باردة.. احمل اعباء المنزل مجتمعة ولا اتذمر اوفر شباب ابنائي لحياتهم التي يحبون فلا اطلب من احدهم مساعدة وهم عني منشغلون … اعمل بصمت انا نفسي اكرهها لانها تجحف بحقها فلا اكاد ارتاح خلال النهار الا النزر اليسير ..تنتابني لحظات اشفق فيها على حالي …وقد لا المح رقة من احد حولي …وادور عبر عقارب الساعة الزمن لا احس به كيف يمر
لانشغالي وما عاد يعنيني .. واحيانا يمر ثقيل اشعر بوزره تنحي له اكتافي المتعبة وينحي ظهري …نظرتي للحياة باتت فارغة بلا معنى …حالي كل يوم ابحث عن قوت يسد الرمق في ظل غلاء فاحش ومدخول بسيط لا يقيم عود ومبلغ يسير اتدبره لاسرة وهو لا يكفي لفرد واحد …اعوام مرت من الصبر والقهر وضيق اليد وفرج لا بدوم يتبعه عسر طويل الامد …هكذا اقضي يومي ..بفراغ كبير وبحث مهين والساقية لا تهدأ …ولا افدامي المتعبة تستكين …ايام تتكرر بحذافيها لا جديد لا امل بالتغير لا فرح طارئ ولا مستقبل يبشر بالخير …طالت الازمة ومات الشعور والرغبة بالحياة كم راودتني افكار النهاية وكم ارقتني فكرة واحدة لا تتجدد الى متى ابقى على هذا الحال ما دامت الايام متشابة لماذا يطيل الله بعمري لاتعذب اكثر …اعترف بيني وبين نفسي بانتي تعبت واريد ان استلقي على فراش الموت ..الكل سبجد فرصة ليكون مسؤول عن نفسه هكذا تزاح عن كاهلي همومهم وارتاح بين يدي الخالق وقد اديت رسالتي …اليوم اجد الموت هو راحتي …لن يوجع احد رحيلي …فقط من يستثمرون صحتي سيزعلون على فقدي ابام ثم تطوى صفحتي … نصيحة بعد تجربة مرة يا سيدتي لا تقبلي ان تكوني ثور ساقية يدور يموت ليحيا غيره ولا تغريك بطولات جيفارا الذي اعدم من اجل شعب لا يقدر تضحياته وكانت صخب ثوراته تخيف اغنام الراعي …
والسلام ختام .
الجمعة 17/2/2023
Discussion about this post