لقد إختلط الحابل بالنّابل في هذا العهد السيلوكوني الثّاني للتّدوين، وأصبح لكلّ منبر للنّشر, وازداد الفخّ توتّرا. فأنت غير مهدّد اليوم من قِبل حاكم جباّر طاغ, ولكنّك مهدد كمبدع، منّك أنت نفسك, ومن إغراء طقوس وحفلات البوس والعناق اليومي الجماعيّ, والتلييك و دُخان التحايا وجماعة (انزل يا جميل للساحة, ودلّعني يا واااد…وأنا حاسس اليوم بشوية مغص…ووحشتوني يا أهلي…وليه بس البحر حزين كده؟؟… والبقاء لله، ماتت منّانة، خالة أمّي من جهة الأب…ومشتاق…وأشعر بالملل…وأنا زهقانة..وبالمناسبة أنا فتحت البارح شركتين ومؤسسة عالمية ويا جماعة أنا أكملت أربع روايات منذ ساعتين ومش عارفه أنام. وادعو معايا يرجع ويفتح صفحته ويردّ ع التلفيون…وحلّفتك بالله أن تصلي على النبي وتترك تلييكه قبل أن تخرج، وغيرها من المصائب والعاهات البشرية..!!!!)….وطبعا كذلك, عصابات الجُمل الإيرلندية المبتورة, وشعر الماسورة, وغمزة الشخطورة..والبسبسة الإلكترونية, ومقعرة سلمى الفطحولة, وسماجة فؤاد أباجوره وفشخرة هنيّة الأديبة العالميّة التي تعاني شويّه من حساسيّة من النحو خاصة, والعياذ بالله, وهوّ النحو شويّة ؟؟؟..مصيبة هذا النحو الخشن والغير لطيف…ونسرين الأميرة التي تتقزز من ضرورة تثبيت أمّ الهمزة الحقيرة في كلّ جملة بريئة, وتحتقر التلاعب القميئ بين أسماء (كان – الكلبة) وأخبار (إنّ – الموكوسة) وخزعبلات اللّغة العربيّة المعقّدة وغلظة ولد الأسود الدّؤلي وفظاظة سيبويه المعفّن…
ونحن لا نتحّدث الآن عن القراصنة ولصوص النصوص والجمل المقطوعة بلحمها وعُصابها من سياقات أخرى والأوردة الدموية الشاعرية المذبوحة والمعروضة للذباب بدون ترخيص, وجماعة التضليل وجرة الفأرة, ومافيا السلخ..هؤلاء كارثة أخرى. ولا يستحقّون حتى أن أتكلّم عنهم. كونهم عابرون في الكلام. وقمل وقُراد وزوائد عطنة, سيبديها مبيدها، حال إنتهاء دورتها ومللها من لعبة الضوء والظلّ.
والخطر كلّ الخطر, عليك وعلى مشروعك الإبداعي, سيكون أساسا بسبب لعنة طيبتك ونبل معدنك, وأنهّ عليك بالتالي أن تسكت عن المغشوشيين, وأن تُليّك وتجامل وتنخرط في الموجة السيليكو – إلكترونيّة, في عصر كلّه زيف وبُهتان, وأنّك أنت نفسك ستقطع والله لسانك بنفسك, وتفقأ عينيك وتجذّ لسانك, حتى لا تجرح أحدا, من المُحتالين عن حسن نيّة, أو المُندسّين بدناءة, أو المأجورين, من الكَتبة العموميين, وحتى تقبل أن يختلط الأوراق بكلّ هذا الشكل المريب…كونك في عالم تفوح منه الديمقراطيّة والحريّة وتعبق كرائحة جثّة بغل مطروح على حافة وادى غير صالح للشرب ولا حتى للإغتسال…مرحبا بكم أحبّتي في عصر الدّود….ونخب العولمة والفُساء/بوك. …
…ورغمّ كلّ ما قد يبدو ..ورغم قتامة المشهد والصورة وتأصلّ الزيف واستفحال البٌهتان, فلن يبقى في الوادي غير حجارته في آخر الأمر. ولا بدّ أن تعود جحافل الجمهور إلى مقاعد المتفرجين, وإلا فسدت اللّعبة, وأكلوا العشب والحكّام الثلاثة و الحارسين والكرة عن جهل بقواعد اللّعبة أصلا…وهل لدينا يا دين ربّي, غير الأدب الذي أفنينا من أجله حياتنا, ونذرناها له, لندافع عليه وبه وعنه؟؟!!
***(كمال العيادي الكينغ)***
Discussion about this post