بقلم …. ليندا ابراهيم
كثمرة كستناء أسلَمَتْ نفسَها لأول مدفأة، تزيل عنها جلدها الصقيعي، فينتشر دفءٌ في قلبها الذي ورث وحشة الغابات ولياليها القارسة…
ربما كانت القهوة الصَّباحية أولى عوامل مواجهة مثل هذه القسوة الحميمة… حيث يتراءى لي بيت دمشق الأول… حاراتها… أزقتها… ووجوه أثيرة تلتصق بتلافيف الذاكرة تماماً كالتصاق رائحتك بذئب حنيني…
هذا الصَّباح يسلمُ وجهَهُ للريح الآتية من قلوب أهل الأرض وهم يتأهَّبون ليوم جديدٍ من الحياة…
المعارك مستمرة في الليل كما النهارات، في الميادين كما أقاصي البقاع، في السُّرُر وفي الفضاء، وعلى أجنحة الرغبة، حيث كل إلى معركته وفيها….
أما أنا، فقد آنَ لي الآن أن أقطف وجهكَ من غلالة الفجر… وأشيح عنك وشاح النوم فتنهض ناصعاً شفافاً كأنني ولدتُك من رحمِ روحي كل صباح…
سلاماً سكَّان هذه الأرض… أيُّها السُّعداءُ بالفطرة… المساكينُ بالرُّوح… المغتبطون ببساطة طمأنينتكم بالرغم من كل شيء.
بقلم ليندا ابراهيم
Discussion about this post