الا تعلم أني وضعت آخر رسالة في جيب أسفاري؟
وأفند معاني من صبر لأصابع لاتِعد باللين ولاتحفظ الحنين
البياض مشبع بالذكريات المحروقة
أسلاك العتمة مرتفعة والعواصف اجتاحت خواء العظام.
آه عندما تغيب الأشياء في تعب الأشياء
هناك ستائر الغيم تملك أسماء مستعارة المسار
هناك مواقيت مسروقة تتساقط على شوارع المقابر بلارغبة.
ويمضي الحنين لطلسم الذاكرة، في مراسيم هرمت فصولها.
ألست معي بأننا كنا ننتظر بهلوانية الفرص على ضفاف اليتم المبتلة بطعم الفراغ الأسود؟
ماعدت القادر على اختطافي من وجعي
هاأنا أكتب وصيتي على مرايا السحاب ،وبعدها سأكتفي من الترحال نحو الزوايا العطاش ،فالحب ضيف لايقيم طويلا في نهايات الطرق ،ولعنة المواقف الكئيبة تتمرد على أبواب الوجوه.
ربما هو عهد الخسارات يشرق موشحا بالجماجم المعطلة
يحتسي سواد أشيائه
ربما هؤلاء من وهمٍ انسلّوا من نسيج حقبة وطن،أو لربما استُبعِدنا عن كل التقاويم والأجندات الآدمية.
لاغرابة إن أصبح الهدف كفجر كاذب، فالنصوص ملوثة بالموت ،وجمرة الكلمة وحيدة وسط قحط السنين،كسيحة من ذهول علامات الاستفهام، والحنين تدرب على فنون الانكماش.
تعال نتناول وجبة الصمت على المائدة ذاتها ، فقد عجز الحال عن الشرح ،وعن فك لغز برحم الغموض ،وهاهو الرحيل في هجمته المرتدة ،يعزف هيجانه في أبواق الفضاء ،والياسمين ينثر جوعه في الصحف المنسية.
بقلم الكاتبة هيفاء محمود السعدي
Discussion about this post