الإبداع ليس له حدود
ناديا سليمان يوسف تكتب
نَمَتْ الموسيقا معه منذ الصغر ازداد شغفها في قلبه ، لم تمنعه مصاعبالحياة عن متابعة هذا العشق الذي كان له بداية وليس له نهاية .
الشاب أصف سليمان وفي حوار جريء وصريح يتحدث عن الموسيقا وكيف تدرج فيها من هاوٍ إلى دارس ومن ثم مدرب
من هو الفنان أصف سليمان ؟ لمحة عنك لنعرف القارئ بالفنان و المؤلف الموسيقي وماذا تحدثنا عن بدايتك الفنية
أنا من محافظة طرطوس تولد ١٩٨٥ عملي الأساسي مدرس ومدرب موسيقا في المسرح المدرسي في مديرية التربية بطرطوس مؤلفموسيقى وعضو نقابة فنانين صفة(مطرب)
كانت بداياتي في المدرسة من خلال موهبتي في الغناء والتي صقلت من خلال مخيمات فنية في المحافظة ومركزية في عدة محافظات منالقطر وبعدها انتسبت لفرقة شباب سوريا لمدة ٣ سنوات وخلال هذه الفترة ومع ازدياد شغفي للموسيقا قررت دراسة الموسيقا بشكلأكاديمي فانتسبت إلى معهد اعداد المدرسين(موسيقا)وتخرجت عام ٢٠٠٦ بمعدل ٨٩،٤٧ حاصلاً على المركز الأول وبعدها بدأ مشروعيالموسيقي في التأليف الموسيقي للموسيقا الآلية والأعمال الغنائية كالموشحات والأغاني والأناشيد وذلك من خلال تدريبي لفرق موسيقيةضمن منظمة اتحاد شبيبة الثورة و انضممت الى فرق فنية كثيرة “ فرقة سنابل بعمرة الموسيقة و مجموعة بلاحدود الموسيقية “ كعازف نايمع مجموعة مميزة من الموسيقين في محافظة طرطوس والتي قدمت عدة حفلات مميزة في المحافظة
في عام ٢٠٠٩ انتسبت الى نقابة الفنانين بصفة مطرب متمرن ضمن اختبار يترأسه الراحل الأستاذ صباح فخري
عام ٢٠١٠ بدأ مشروعي بتأسيس فرقة أضواء المكونة من بعض الأصدقاء الموسيقين ومواهب شابة كانت تهدف إلى إحياء التراث وتقديممختلف الألوان الموسيقية الآلية والغنائيةومن ثم المشاركة في مهرجان الأغنية السورية
في نهاية ٢٠١٢ التحقت بالخدمة الاحتياطية حتى تسريحي عام ٢٠١٧ عاى أثر اصابتي بقذيفة هاون تركت آثارها في شتى أنحاء جسديلم يشكل ذلك عائقاً وأنما للاستمرار في زيادة تركيزي على الموسيقا وبذلك وفي عام ٢٠١٨ تم تبديل صفتي ضمن نقابة الفنانين من عضومتمرن الى أصيل ضمن اختبار برئاسة المؤلف الموسيقي الأستاذ طاهر مامللي
ومن ثم أسست معهد لتعليم العزف وأصول الغناء ومن ثم قيادة الفرقة الموسيقية لجمعية مداد الثقافية
وخلال هذه الفترة شاركت في المهرجانات التابعة لوزارة الثقافة كمهرجان قوس قزح للتراث السوري
وفي عام ٢٠٢٢ عاد حلم فرقة أضواء ليبعث من جديد تحت اشراف ودعم من مشروع جريح الوطن الذي كان له الدور الكبير في مواصلةمشواري وحلمي من خلال تقدم عدة عروض فنية كانت بغاية التميز والنجاح فالدعم المعنوي لا يقل أهمية عن الدعم المادي الذي يوفرالرحائز لانطلاق أي مشروع .
فرقة أضواء التي تضم مواهب من مختلف الفئات العمرية من عمر١٠ سنوات حتى أكبر عمر يرغب بالانتساب للفرقة
وما يميز فرقة أضواء الانسجام المميز على الرغم من اختلاف الفئات العمرية والتي تفرض التعامل معهم بمنتهى الاحترام والروح الأسرية
من هم الاشخاص الذين كان لهم تأثير في فنك؟
موسيقار الأجيال الاستاذ محمد عبد الوهاب
كوكب الشرق السيدة ام كلثوم
والملحن العبقري بليغ حمدي والسنباطي
الراحل الاستاذ وديع الصافي
والسيدة فيروز وغيرهم كثر من المؤلفين والمطربين قديما وحديثا
ما الفرق بين الموسيقى والغناء من الناحية الفنية بالنسبة لك ؟
الموسيقى الآلية قابلة للتصرف أكثر من الغنائية وتعبر عن هوية المؤلف أكثر
وأقصد بالهوية بصمته فمثلا في أغلب الاحيان يمكنك معرفة المؤلف بمجرد سماع الموسيقى إضافة الى أن الموسيقى الألية تستهدف المتلقيالذي يمتلك ذائقة فنية وثقافة موسيقية
أما الأغنية فتتميز بسرعة الانتشار والوصول للمستمع ولأكثر شرائح المجتمع وذلك لاحتوائها الكلمة والتعبير الواضح عن الهدف المرجو منهبكل بساطة وسهولة
والكلمة واللحن لهما وقع خاص في أذن المتلقي وتشخيص الحالة الوجدانية
فمثلاً في العيد بمجرد سماع أغنية (ليلة عيد) للسيدة فيروز او أغنية(يا ليلة العيد) للسيدة أم كلثوم فأنها تجسد حالة مفعمة بالفرح لدىالمستمع
كذلك الأمر في عيد الام والتي تضاعف الحالة الوجدانية لدى المستمع
وغيرها من الأغاني العاطفية والوطنية……الخ
كيف يعرف الموسيقيين الآخرين بثقافتهم الموسيقية الأم ؟
أهم ما يجعل الشباب منصرفين عن الموسيقا الشرقية أنهم يجدون مبتغاهم في الموسيقى المستحدثة والتي تتمتع بنقاء الصوت واستخدامالتقنيات الحديثة ما يعطيهم لذة في الاستماع
في حين أن أغلب تراثنا وموسيقانا الشرقية ما زالت عبر تسجيلات قديمة في الإذاعة أو على المسرح
لذلك على الموسيقيين والمؤلفين العودة للموسيقى الشرقية والتراث وإنعاشها من جديد وذلك من خلال التنقيح والتشذيب وعرضها بأحدثالتقنيات دون المساس والتشويه بهاويتها.
درج منذ عدة عقود نوع من الأغاني السريعة التي قد تحتوي على كلمات ذات مضامين ايحاءات لا تتوافق مع القيم المجتمعية و هذا النوعمن الاغاني بات شائعا ، مارأيك به بشكل عام ؟
هو نوع من المتاجرة وتشويه للذائقة الفنية وللكلمة واللحن ولكن كما نعلم أنها باتت شائعة وكثيرة وكلما تعرض المجتمع لهزات تكثر فيهالتصدعات وبكل المجالات وتظهر الرواسب ليس فقط في الموسيقا ولانريد أن نجعل من الأزمة هي الشماعة التي نعلق عليه كل شيء ولكنلايمكن إغفال تأثرنا بها مثلنا مثل الآخرين مما أدى إلى انخفاض في المستوى الفني لدى البعض ومما ساهم في ذلك أيضاً انعدام الرقابةالتي بات شبه مستحيل وغير مجدي في بعض الأحيان وخاصة مع ظهور الانتشار الكبير للانترنيت ومواقع التواصل حيث فيه كل شيء مباحدون رقيب .
نرى معك أهمية الموسيقى؟فهل تقدم حل للمشكلات؟
نعم أهمية الموسيقى تكمن بقدرتها على حل المشكلات فهي تستهدف الروح والوجدان والحالة النفسية للمتلقي
فمثلا في الماضي كانت تعتبر الموسيقى بمثابة سلاح المحارب فكانت الموسيقى الحماسية تسمع للمحاربين قبل المعارك لدعم الروح القتاليةلهم و دفعهم للقتال بكل حماس وقوة
وحديثا تعتبر من أهم مراحل العلاج للامراض النفسية والعصبية وبعض الجراحين العالميين يستخدمون الموسيقى كوسيلة للاسترخاءوتحضير المريض قبل العمل الجراحي وأحياناً لتسكين الألم .
وأثبتت التجارب إلى أن النساء اللاتي يستمعن للموسيقى المحببة لديهن تقلل نسبة احتياجهم للمخدر والمسكن بنسبة ٥٠ بالمئة
وفي بعض البلدان يتم تسجيل نبض قلب الأم وسماعه للطفل في غرف الانعاش والحواضن ليأنس الطفل به وتقليص مدة العلاج.
اضافة الى تنمية الادراك والذكاء عند الأطفال .
ماذا تخبرنا عن طموحات وأعمال الموسيقي التي يؤمن بها ويعمل عليها يعمل عليها ؟
اي موسيقي هو حامل لرسالة أو مشروع ولكي يكتمل بناء هذا المشروع يجب توفر البيئة المناسبة والدعم اللازم له
وانا طموحي ان يكتمل مشروعي ببناء فرقة متكاملة ومنسجمة وقادرة أحياء الموسيقى بكافة ألوانها ومن ناحية اخرى نافذة مهمة لعرضمؤلفاتي من موشحات وأغان ومؤلفات آلية.
الموسيقى الشرقية ما موقعها من العالمية، هل هي ذات موقع مرموق أم ماذا؟
مايميزها هو غناها فهي تضم في جوانبها كل ثقافات العالم الموسيقية وقادرة على التزاوج مع أي موسيقا في العالم وهذا مالوحظ في الآونةالأخيرة من خلال بعض المؤلفات التي كتبت للآلات الشرقية ك ( كونشيرتو للناي _كونشيرتو للعود_ رباعيات وترية )ولكن أعود وأؤكد أنالموسيقا الشرقية ينقصها المنهجية
أما الموسيقا الغربية فما يميزها هو المنهجية والهارمونية ولكنها مازالت منغلقة عن الثقافات الموسيقية للشعوب الأخرى
ما اهمية المهرجانات في حياة الموسيقي أو الفنان ؟
المهرجانات هي أوسع وأهم نافذة لتقديم أعمال ومؤلفات الموسيقى وبالتالي الارتقاء بالذائقة الفنية في المجتمع باختلاف فئاته العمرية
خشبة المسرح ورهبتها كيف يمكن تجاوزها لدى البعض ممن يخشون المواجهة مع الجمهور؟
كسر رهبة المسرح تتطلب أمرين
أولاً الثقافة الموسيقية المشبعة لأنها تزود من يمتلكها الثقة الكافية بالنفس
وثانياً الممارسة الدائمة لها دور مهم في تخطي الرهبة.
كلمة أخيرة لكل من يمتلك موهبة ولم يجد الطريق .
دائما الموهبة يرافقها شيء مهم الا وهو الارادة والطموح يبقى كيفية تنمية الموهبة وهنا وجب التوجه لما يسمى بالتخصص بالعامية(اعطيخبزك للخباز ولو اكل نصو) هذا ما يقلص الفترة الزمنية لصقل الموهبة من خلال الدقة في تشخيص نقاط ضعف الموهبة وترميمها بطريقةصحيحة وبالتالي بناء جيل موسيقي بامتياز.
في نهاية حديثي وجب التأكيد ان الموسيقا إضافة لكونها حالة شعور وترفيه للذات إلا انها علم كغيرها من العلوم والتي تعتمد على لغةوأسس وقواعد والاهتمام بها كثقافة وعلم
والاهتمام بتراثنا الشرقي وإنعاشه بطريقة تبعث في نفوس أجيالنا القادمة الشغف والتميز كسابق عهد موسيقانا
Discussion about this post