مصلوبة على عقارب الوقت،
أدور بلا هوادة مصابة بدوار الخريف وعطره محاطة بأوراق بهائه وقصائد ايميلي ديكنسن، أغمض عيني وأطلق سراحي داخل غابات أخيلتي، اتصاعد مع دخان غليون رسام يشكل قطن سحبي،
اتسلق تهاوي ورقة ذهبية تستعير احمرارها من رعشة شفاهي، اتلوك للحرف تنهيدا..ادق مسمارا على ربطة عنقك في نصي، أستبقيك في غمد خلوده،
أكسر زجاجات عطري لأستحضرك بتبخرات عبقها.. تميمة استحضار سحرية تجلبك ملموسا حيا أو حيا صوبي.. إليك سر اتفرد به وحدي دونا عن كل رعايا الفن والحرف: الشاعر كائن مادي جدا.. حسيٌّ اكثر من اي مخلوق، يُكثِّف المعنى يسدده ممعنا، يبلوره لينحته ويستحوذ جسده بين اصابع لمسه.. لأجل غاية الامتلاك.. فيدحر شهوة كئيبة تغلي في دمه..
تتصاعد سكراتك خمرا للدور الثالث عشر من عقلي،
تراقصني الجنيات يفتنهن نبيذ دمي، يحرضهن توت اوراقي وطلاقة شعري، تستفزهن غوايات حبري، يطلبن لجوءا عاجلا لجحيم ثغر قولي..
يهجس الكون في اذني.. يوشوشني خام القصائد، يبعثني كمشة زهر ينفثها على حيرة وجهك..
يتحرك طفلك في أحشائي يعيدني لمبهم المطلق، يشْده عينيّ نحو السماء.. اتصاعد بروحي أسمو لمرامي الخلق..
تنزل قطرات نوء على وجنتي فلا أمسحها.. ارمي بظهري على ارض مغطاة بكوم الورق المترامي، اسدد انظار جسدي نحو الاعلى لأعد خراف الوقت، وأشكل من قطنها رسالة تليق باعجازك في وجودي، اخال امتلاكك يجثم فوقي، واحس ملاكك يبارك اخلاصي، يلف شهوات اجنحتي، يغويني باقتفاء خطى الحبر خلف ظلك الطويل..
يتحرك طفلك في احشائي، يخطر لي ان اسميه باسمك، وأغار على اسمك حتى من طفلي.. مشتتة أهوائي ومتداخلة أمزجتي، اغيّر قناة خاطري وأفكر في اسم لكتاب الرسائل هذا، تأتيني الشاشة على رقعة السماء محملة بطيور زرقاء تهاجم وجهي بمباهجها، أقرر ان استعير احد عناوين دواويني:
Happy blue birds??
لست ادري، فالطيور الزرقاء هي الاسم الحركي لربيعي، وحين اوشوش بجملتي هاته في أذنك وحدك تفهم معناها.. تغمض عينيك على وشك القهقهة تملؤك مسراتي، احشو ياقتك بالشعر والسكاكر والزهر: ربيع سعيد.. او كل ربيع وانت بحب..
هذا ما تعنيه happy blue birds..
هل اسميه شهوات الأجنحة؟ ام اسميه غوايات عطرك؟ ام اقترافات القلب العاري من الاقنعة؟ ام اسميه اناشيد تشرد سعيد؟ ام ببساطة: رجُلي ورقة خريف أخيرة..
العنوان الاخير هو الأبلغ لكنه مثخن بالشجن، يفوح حزنا يسكن قلبي، يحيلني لشعوري القوي بانني أحتضر، يشي بوداع لا اريد ان اورثك غصاته..
يتحرك طفلك في احشائي وأعود أفكر له في اسم، أجول بين الاسماء البهية التي طرحناها، اتعثر بترددي، اريد له اسما يقول مجدا عشناه، يردم هوة تخطيناها.. يتلفظ قصيدة انتحلناها.. يقول اغنية كناها، ورعشة اختطفناها من شفة الاحتضار ونبضناها..
اتوه بين اسم طفل وإسم كتاب، اتوِّهك معي وانت تسدد نظرتك على نظراتي الساهمة التي تعشق، لا تشيح عنها قيد لفتة.. ننسى كل تلك الحيرة.. ننفض عنا منافض التردد، يعتقلني التراب الندي في احداقك.. اشم رائحة الارض منه وتشدهُك النجوم في ليل عيني، اتحرر من صليب عقارب الوقت، انتشر صوبك التصق بك.. أتمرغ فيك امرأة مجردة من اكسسوارات الروتين، برية كطلاقة فجر ندي في دفاتر اشعاري المخبوءة، تقترب بشفاهك فيولد إسم الكتاب، أتلقفها مرتعشة فينبثق إسم الطفل..
بقلم نوال جبالي
Discussion about this post