أسامة خليل
يقول الخبير الأميركي في الشؤون الروسية مايكل ماكفول في مقال له بصحيفة واشنطن بوست (Washington Post) إنه من الصعب الهروب من الإحساس بأن أفضل الأيام للرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأفكاره قد أصبحت من الماضي، وإنه ونظامه لن يتعافيا أبدا، وهو الآن مثل الرئيس السوفياتي السابق ليونيد بريجنيف في أفغانستان و”فشله الهائل” في أوكرانيا يمكن أن يكون بداية النهاية للبوتينية.
وأوضح الكاتب -الذي عمل سفيرا سابقا في روسيا خلال عهد بوتين، وأدار “معهد فريمان سبوغلي للدراسات الدولية” وألف كتابا بعنوان “من الحرب الباردة إلى السلام الساخن.. سفير أميركي في روسيا بوتين”- أن مظاهر سلوك بوتين الأخيرة تشير إلى أنه هو نفسه يفهم أن أفكاره تشهد بداية نهايتها.
مؤشر قوي على خسارة الحرب
ومضى الكاتب يقول إن ما يجري وما قام بوتين به مؤخرا يؤكد أن البوتينية في تضاؤل مستمر. ودلل على ذلك بعدة شواهد من بينها تغييره لرئيس أركان قواته المسلحة في 11 يناير/كانون الثاني الجاري، قائلا إن قادة الحرب لا يغيرون الجنرالات إلا عندما يخسرون.
وهذا التغيير في قمة الجيش -حسب الكاتب- ليس المؤشر الوحيد على اعتراف بوتين بالفشل. فهناك إلغاؤه مؤتمره الصحفي السنوي نهاية العام، إذ من الواضح أنه متردد في الرد على أسئلة الصحفيين حتى أولئك الموالين له، وكذلك ظهوره الانفرادي الخجول في كاتدرائية البشارة بالكرملين في عيد الميلاد الأرثوذكسي، وهو أمر لا يعبّر عن ثقة كبيرة، وفق تعبيره.
وأضاف المقال أن دعائيي بوتين واضح عليهم الاكتئاب. فقد لخص أحدهم، وهو سيرغي ماركوف، العام السابق بالقول صراحة “كانت الولايات المتحدة هي الفائز الرئيسي عام 2022. خاصة الرئيس جو (بايدن)”. وقال المراسل الصحفي الروسي مكسيم يوسين مؤخرا في برنامج حواري إن “العملية العسكرية الخاصة” الروسية لم تحقق أيا من أهدافها الأصلية، كما أعرب مستشار بوتين السابق سيرغي غلازييف عن أسفه علنا لأن روسيا ليس لديها هدف نهائي واضح أو أيديولوجية سليمة أو موارد كافية لكسب الحرب ضد الغرب.
لن يستعيد سمعته
وأشار الكاتب إلى أن بوتين يخطط (من أجل تعويض) خسائر روسيا عام 2022 من خلال شن هجوم الربيع بعد تجنيده مئات الآلاف من الجنود الآخرين. ولكن حتى مع النجاحات المتزايدة، لن يتمكن أبدا من استعادة السمعة التي تمتع بها ذات يوم بين رعاياه كقائد قوي وشامل. وذلك لأنه:
أولا: من غير المرجح تحقيق انتصارات روسية كبرى في ساحة المعركة.
ثانيا: تسبب غزوه لأوكرانيا في فرض أكثر العقوبات شمولا ضد دولة واحدة، مما أنهى عقدين من الاندماج الروسي بالاقتصاد العالمي. وستستمر هذه العزلة طالما ظل بوتين في السلطة. ولذلك فهو لن يستعيد الاحترام من قطاع الأعمال الخاص في البلاد.
ثالثًا: الدعم المجتمعي لبوتين ضعيف ومتراجع، والقلق بشأن الصراع آخذ في الازدياد، والتركيبة السكانية لدعمه من كبار السن بالمناطق الريفية. وانتهى الكاتب في مقاله إلى أن بوتين يخسر المستقبل.
Discussion about this post