Ahmed Tantawy
======== رباعية ==============
للكاتب ” حمد حجى ”
Hamed Hajji
ألف
حاء
باء
ك
=========
وأن النبوءة والدين لي والهوى ولٍيَ الخطأُ
ستمكر يا يوسف بي نسوة فسكاكين قهر ومتّكأُ
ستمسك ماء القميص زليخا وقُدَّ لي الظمأُ
ولكن، من الحبِّ لي، مثل ما مِن بَديعِ الشمائلِ لَكْ
========
على الجسر ما عدت أدري المسا والصباحَا
وأمسكت معطف الفرو من يدها والوشاحَا
هربت بأثوابها.. وتقول: توقف.. فعطر الزجاجة فاحا
كأن الطفولة فينا وجبريل مدَّ جناحا وغطى الفلكْ
=====
على النبع ميعادنا والتقينا شبابا
وأدنيت ثغري وسارقتها قبلتين عِذَابا
فنور بفيها كأنّه برقٌ يسوق سحابا
تلامس خدي وتهذي: كفانيَ أنيَ لكْ
=========
تبوّأْ من الحب ما شئتَ قد مكّنَ الله لكْ
فوارث يوسفَ أنت وما قد ملك
وهذا الهوى ملِكٌ ليس يرحم من قد هلك
إذا ما بكى عاشق من عذاب ضحِك!
=====
( حمد حجى )
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الصورة لوحة كونية صيغت فى إيقاع راقص تمثله التوقفات الرباعية
كنبضات حالمة و خفقات تناظر الصدى.
و الرباعيات نمط شعرى ظاهر الإيقاعية تتغير قوافيه تباعًا , و إن حافظ على
وحدة إيقاعية كلية رابطة , و هذه هى طرافة هذا الأسلوب ( الوحدة مع التنوع )
كل نبضة يمثلها الجزء الواحد تراوح زاوية من الصورة الكلية و فى النهاية
ستكتمل اللوحة النهائية بانتهاء القصيدة.
هذه اللوحة كأنها رقصة فالس أو سامبا تذكرنا بالحركة فى قصيدة نزار باسم
تلك الرقصة الأخيرة :
تلك سامبا
نقلة ثم انحناءه
فالمصابيح المضاءه
تتصبى
..
جربيها
خطوات أربعا
أبدا تمضي معا
وتليها
..
شبه غفوه
فيميل الراقصان
وتغيب الشفتان
عبر نشوه
لابد أن تهتز منا الأعطاف و نحن نقرأ قصيدة حجى هذه , فالنسيم يقينًا سيحرك
مجاذيف الهوى المثخن الملىء
القصيدة كما قلت هى همسة فلسفية تعلو على الزمن الواحد المحدد , بل هى ترسم
الحب بشكله المطلق المجردAbsolute abstract love
فهى قصيدة ( الحالة ) فى عليائها
…………..
هذا إذا تعاملنا مع النص باعتباره من القصيد , أما إذا أخذناه من جانبه الحكائى
_ و هذه الثنائية من مظاهر تميزه _ فعلينا أن ننظر لكيفيات القراءة ( كفعل أدبى )
فى القراءة
ــــــــــــــــ
كان رأى أرسطو فى الفن أنه محاكاة للطبيعة , ثم جاءت التعبيرية
رافضة لهذا المفهوم , بل على العكس رأت أنه فى المغايرة التى
تصل إلى درجة التشويه و تكثيف الألوان فى الرسم معبرًا إلى
تجسيد مفاهيم الفنان الخاصة _ أو المؤلف فى حالة الأدب _ ,
و زادت التعبيرية التجريدية فى هذا المنحى باعتمادها تحطيم
التتالى الطبيعى للزمن الفيزيائى و اعتماد الرمز ..
الإشارات السيريالية أو اللامعقولة إذن ستبدو جلية للعيان , تنادى
المستوى الآخر للوعى و هو ما ينطبق أصلا على طبيعة و تكنيك
القصة القصيرة جدًا بالذات و التى تهدف إلى استثارة أنواع عالية
من التأمل العميق و الذى منبعه الابتعاد عن شكل الحكائية التقليدية ..
إذن …
لا ننتظر و نحن نقرأ القصة القصيرة جدًا _ باعتبارها بشكل من
الأشكال نمطًا حداثيًا _ أن تصادفنا الحكاية بالشكل المتعارف عليه
انتظامًا و ترتيبًا و معقولية , بل علينا أن يبنى كل منا قصته بناء
على المفردات المعطاة فى النص , و هذا ما نبهت اليه بشدة تجليات
التلقى الحديثة و آليات القراءة فى شكلها المعاصر الذى يفترض
القارىء مؤلفًا مشاركًا إيجابيًا و ليس متلقيًا سلبيًا …
لا يهمنى فى تلك الإشارات ماذا أراد المؤلف تحديدا ساعة كتابته
النص .. هو ألقى ألعابه النارية فى السماء بيستقبلها كل منا بطريقته
الخاصة و يصنع صورته
على كل منا أن يتصور ما رآه بلا خوف , فكل التأويلات
ستكون صحيحة لأنها كاختبار بقع الحبر ( النفسى ) لرورشاخ ..
يمكن لى أن أرى بقعة الحبر وردة و يراها غيرى بقعة دماء
و لا يستطيع أحدنا أن يخطِّىء الآخر, إن الأمر يشبه الحلم .. المفردات
مرنة انبعاجية تستعصى على جمود المنطق المحدد ..
هناك إنسان معى نسير فى حديقة , فجأة يظهر طائر
فى السماء يختفى رفيقى , و فى منظر آخر يظهر فجأة..
هناك بثر أقف على حافته متهيبًا …….. مثلا
أو
رجل يطاردنى و أنا فى آخر درجات الهلع , و ثمة
عجوز ينقذنى فجأة _ لا أدرى كيف _ ثم يختفى هو
الآخر
و هكذا ……….
إن هذه فى التأصيل التحليلى الفرويدى معطيات لها
مردودها اللاواعى العميق الذى سيظهره التحليل ..
القصة القصيرة جدًا _ فى أحد مساراتها _ تخاتل هذا
الاتجاه _ و نصنا هذا فى أحد قراءاته يمكن أن يتناول
المرحلة الفمية فى مراحل الإنسان الجنسية , و عقدة
الخصاء _ عقدة أوديب فى تشكلها المعقد ارتباطا حميمًا
بالأم و كراهية للأب الغريم _ و لا ننسى أن الرمز هو
أساس الحلم .. الترميز هدفه الحفاظ على المعادلة الصعبة:
التفريغ ( للرغبات الشريرة و ربما المحرمة ) و فى نفس
الوقت استمرار النوم بتجنب الصدمة , و أيضًا عدم الإحساس
بالندم بعد الاستيقاظ .
والاتصال التفاعلى فى الإعلام يعنى إيجاد
القنوات المستمرة المباشرة فى الحوار بين
المرسل ( المذيع أو المسئول الاتصالى ) و بين جمهور
المشاهدين _ و كأن الجميع يجلسون إلى طاولة واحدة
يعيشون الموقف فى الوقت الحاضر بكل معنى الكلمة
و يتبادلون التأثيرات الانفعالية الاقناعية , القصة القصيرة جدًا
تتيح هذا التشارك المثمر بآفاقها التى تستدعى وجهات النظر المتعددة ,
بهذا الشكل سنتحرر أثناء القراءة _ قراءة القصة القصيرة
جدًا بالذات _ لأنها ذات طبيعة مستقلة متفردة لا يشاركها
فيها أى نوع أدبى آخر ..
هى تستخدم ( العين الثالثة ) الباطنية الروحية , التى ترى ما وراء
الستار ( أو تتخيله ) و التحرر الذى أقصده هو من كل الأبنية
الصلبة السابقة فى تناول الأعمال الأدبية ..
شكل جديد من أشكال النظر فى المرآة بأبعاد ثلاثية
أو رباعية فى نفس الوقت
( أحمد طنطاوى)
Discussion about this post