هل نعيش ازمة فكرية !!
الهام عيسى
في مدلهمات الفكر وازمات الامة نضطر أحيانا لاعادة بعض الدروس المستنبطة من الواقع لنطل علها بصيغة أخرى .. من هنا فان ان جمع المعلومات ( القديمة ) وتداولها كتابة او تصوير لتلطيف الأجواء او التذكير …. لا يدخل ضمن اطار علم التاريخ .. فهناك فارق بين المادة التاريخية – بمعزل عن توثيقها او تدليسها او وهميتها او حقيقتها – وعلم التاريخ .. هنا تكمن علية الوعي .. كوسيلة للعيش والظهور والوصول .. وان حذق احدهم بتدوير ادواته . لا يعني اطلاقا علمه بعلم الكون .. ذاك شيء آخر بعيد المنال .. هذا ما يفضح معاناتنا وازماتنا كامة ضحكت من جهلها الأمم .. بعد ان ظلت تقاد على من ياكل الفضلات ويربت على الاكتاف فالتسخيف والتفخيخ .. ينطلق من اجندة وبؤرة واحدة .. عند البحث والتدقيق بروح وفحوى الامة .. وتحت عنوانها الواعي المسؤول لا العشوائي المصلحي الضيق ..سنجد معنى علمي وليس فكاهي لنظرية طابور القرود او تجمعات القطيع .. فالرجل المناسب بالمكان المناسب . ليست خطبة انتخابية او أداة نقدية .. او مطالب تصحيحية .. انها ثورة واستاصل … بل دين يدان .. ونور الله الذي حُرمنا وحَرمنا انفسنا منه برغم كل تاريخنا الممتد لحضارة ليست وهمية وخيراتنا بها كثيرة متنوعة وفيرة .. ما زال الاسكندر وهولاكو وتشرشل وبوش …. يسيل لعابهم عليها .. فالراس جوهر الإساس ومصدر القمر والشمس وذائقية الاحساس .. ومن لم يعي الدرس .. يعش ابد الدهر بين الحفر وحتما سيندرس ..
في حسبة قد تكون ساذجة التصور في بعض الاذهان قد يعتقد البعض من النخب وهنا نقصد الأكثرية ، بان العالم في عولمته المزعومة قد بدا يدخل قريته الالكترونية الى قمة الحضارة او نهاية تاريخ ( يكوهاما ) .. متشدقا بالغزو التقني الذي بدا يلوح بافق غير معلوم متسع المساحات مغرق الأفكار مفيض العقول من خلال تزاوج الكومبيوتر مع الشبكة العنكبوتية برحم لا ينضب معينه من التجديد التواصلي .
ذلك صحيح من الناحية التقنية والفنية والرقمية … فضلا عن الاثر المعلوم على سلوكيات العالم في قريته المتعولمة . لكن السؤال لا يمكن ان يحصر بهذه الزاوية الضيقة ولا يمكن للمتابع المشاهد الواعي ان يستمتع بالعرض المسرحي الإنساني على امتداد خلق الله في مشارق ارضه ومغاربها دون ان يجد فارق بين الأبيض والأسود بين اوربا وافريقيا بين بلدان تعد الافقر وما زالت تعاني الحصار والجوع والامية وبين أخرى اتيحت لها اقدار الحروب والاستغلال محطات لم تكن اجيالنا تحلم بها من قبل .. هنا العملية غير عادلة ولا يمكن ان تعتدل .. فمنذ فلسفة الذات في اثنيا مرورا بالتسامح العيسوي والسلام المحمدي وحتى نهاية مطاف لا يمكن ان نحكم عليه بالرقي والارتقاء المحسوس ان لم نجد ما يؤكد ذلك على جميع وجوه الأرض وليس وجه واحد منها .
Discussion about this post