سعاد زاهر
في 11 كانون أول , 2022 بتوقيت دمشـــق
إنها أصعب الأوقات، وتفضل الاحتفاظ برأيك لذاتك، ولكن المشكلة حين تكون مضطراً للمجاهرة به، في ظرف متخبط تحال أنت فيه إلى وجهة تصادمية، تنصب اللكمات عليك كيفما تحركت، وكل منا يعتقد أنه يفعل الصواب.
هل يمكننا في ظرف خانق إلى أبعد حد، أن نتأرجح مع أفكارنا كيفما نريد، أم إن علينا أن نبرمجها وفقأ للمكان الذي نقبع به، مدركين أن دورنا يختلف، بين إعلام صاحب قضية وموقف، وبين إعلام لا هم له سوى التسلية وزج الناس في مواقف هزلية تفضي بهم إلى تسطيح وعيهم ونثر السكر على كل تلك الهشاشة المنثورة حولنا.
الإعلامي السوري، يتمركز حالياً بين هم معيشي ضاغط، وبين مواقع تواصل سحبت منه معظم أدوراه، وخاصة الخبرية، ومع مرور الوقت تختنق الأفق وتضيق الدائرة، حتى بتنا عاجزين عن تأمين الحد الأدنى من المستلزمات الحياتية والإعلامية.
قبل حوالي ثلاث سنوات توقفت الصحف الورقية، خسرنا الحالة التوثيقية، وانتقلنا لنصبح إعلاميين خلف الشاشات، بالتأكيد كل من تعايش مع الصحف الورقية فترة طويلة، يدرك الفرق المعنوي والفكري بين لونين إعلاميين.
تغيير واقع الحال، والتعايش مع الأزمات، ومن ثم تهيئة الذات من أجل عطاء إعلامي يقوده الصحفي صاحب الكفاءة والخبرة والرؤى المختلفة، يحتاج بكل الأحوال إلى تهيئة ظرف حياتي يعينه على التفكير والتحرك السريع.
علينا انتشاله هو أولاً من كل هذه الضغوطات التي تخيب أمله، وتعيق خطواته.
لا يمكن لجهة وحيدة أن تقوم بالمهمة، تحتاج لجهات تنفيذية وتشريعية تحميه، وبالتأكيد لاتحاد الصحفيين، الذي يحتفي حالياُ بانقضاء أولى سنوات أعضاء مكتبه التنفيذي الجديد، أن يأخذ دوره الكبير الذي يتوق الجميع له.
الهدوء الذي يبدو من خارج مبنى الاتحاد، في حي أبو رمانة لا يعكسه جو النقاشات الحامية الذي تشهدها اجتماعات المكتب التنفيذي، للبحث عن دور أفضل…
ويوم غد.. نحن على موعد مع انعقاد “مجلس اتحاد الصحفيين” في مكتبة الأسد بدورته العادية، ونحو نقاشات حامية مفترضة لنرتقي للأحسن، وكل ما نتمناه أن تنطلق نقاشاتنا من رؤى وهاجس جماعي، يصب في مصلحة الزملاء الإعلاميين، الذين يعيشون وقتاً عصيباً.
Discussion about this post