ملتقى الشّارقة للخطّ- الدّورة العاشرة
الفنّانة التّشكيليّة هالة الهذيلي:
“السّياسة الثّقافية في دولة الإمارات تنعكس في الإبداعات النّسويّة”
حاورتها: أسمهان الفالح
هالة الهذيلي متحصّلة على الدّكتوراه في علوم و تقنيات الفنون، و تشغل حاليّا معهد العالي للفنون الجميلة جامعة سوسة/ الجمهوريّة التونسيّة. فنّانة بصريّة دأبت على التبصّر في مواضيع اليومي و التّراث و صوره في المسافات التعبيريّة المزدوجة و المتراوحة بين التّمثيلي و التّجريدي المتخيّل، لها تجارب و مشاركات فنيّة مختلفة، و معارض فرديّة و جماعيّة، و مؤتمرات متعدّدة محليّة و عالميّة. شاركت الهذيلي في الدّورة العاشرة من ملتقى الشّارقة للخطّ بعمل موسوم ب “طريق المحبّة” تمّ عرضه في متحف الشّارقة للفنون. و عن مشاركتها في الملتقى تقول محدّثتنا:
“من خلال مشاركتي الأخيرة في بنيالي الخطّ بالشّارقة تحت شعار ارتقاء في دورته العاشرة، فإنّني ارتقيت باحثة عن خطط تعبيريّة وتقنيّة تمازج فيها التّوظيفات الكلاسيكيّة للخطّ والحبر والحامل الثّنائي الأبعاد ودعّمته بفيديو ضمن تقنية الإسقاط الرّقمي “مابينق”. و تضيف: “طرق المحبّة” كانت تجربة تفاعليّة ثنائيّة القراءة والتّأويل لكي يكون للعرض سياقان متزامنان لحظة دمج السّمعي بالبصريّ، وإحداث رابط بين الأصالة والمعاصرة في قراءة الحرف العربيّ وتعبيراته التّشكيليّة وأبعاده الرّمزيّة. و تتابع: “من خلال قدرة الفنّان اليوم على العمل ضمن مبدإ تعدّد الاختصاصات فإنّ المعالجات الرّقميّة للخطّ وتوظيفاتها من شأنها أن تصنع وتؤسّس مشهديّة فنيّة مغايرة تُحسب للفنّان ولقدرته على تطويع كل مستجدّات عالميّة، برغم الاحتراز الشّديد من السّقوط في استسهال العمليّة الإنتاجيّة والسّقوط في الأعمال المتطابقة والمتشابهة الفقيرة لهويّة بصريّة إبداعيّة محدّدة. و عن تقييمها للدّور الذّي تلعبه الشّارقة في المنطقة العربيّة فيما يخصّ إحياء الخطّ العربيّ و الارتقاء به إلى مصاف العالميّة تقول الفنّانة التّشكيلية هالة الهذيلي: “تُعتبر الشّارقة من الحواضن الفنيّة لكلّ أنماط الفنّ والخطّ والرّائدة في العالم العربيّ بالتّحديد في هذا المجال وذلك لما تقدّمه من فرص إبداعيّة نشيطة ومتميّزة. و تسترسل الهذيلي: “و من موقعي كباحثة أكاديميّة في الوطن العربيّ وممارسة للفنون التّشكيلية فإنّني أثمّن وبشدّة حرص الشّارقة ودولة الإمارات على هذا التوجّه الثّقافي المحمّل بهويّة فنيّة أساسها فنون الخطّ الحديثة والمعاصرة، والإيمان به كحامل وكقوّة ناعمة في مجالات الارتقاء بالطّابع الفنّي العربيّ وتمريره نحو العالميّة”. و تردف: ” ومن خلال ما نستشفّه في سياسات التّحفيز والمشاركة والتّشبث بأصالة الخطّ العربيّ في دولة الإمارات فإنّنا نقرأ الخفوت النّسبي لأهميّة الحرف و دوره في تجارب الفنّان العربيّ في دول عديدة أخرى”. مشدّدة على أنّ هذا الخفوت بات أمرا مفزعا في الفترة الأخيرة”. لافتة إلى أنّ
حضور الفنّان التّونسي لم يكن بالقدر الهامّ في هذا الملتقى عبر دوراته المختلفة إذا ما استثنيا كلّ من الفنّان نجا المهداوي و عمر الجمني و عامر بن جدّو رغم أنّ السّاحة الفنيّة التونسيّة تزخر بأسماء نوعيّة في هذا المجال تتسّم بالانفتاح الكبير على عدّة مدارس فنيّة تجمع إلى الأصالة في الطّرح المعاصرة. و تشيد الباحثة التونسيّة بثراء المشاركة النّسوية في دولة الإمارات في هذا الملتقى خاصّة خلال السّنوات الأخيرة متسائلة عن غياب الإبداعات النّسوية في العالم العربيّ لتخلص إلى أنّ السّياسات الفنيّة الثّقافية والتّعليمية إذا ما كانت تعمل على نشر فنون الخطّ وقواعده وممارسات الفنّان الخطّاط وإقامة الدّورات والصّالونات الفنيّة وإعلاء ثيمة الخطّ و ايلاءه مكانة هامّة فإنّ ذلك سينعكس ضرورة في النّتاجات التّشكيلية والإبداعات النّسوية بالتّحديد. تقول هالة الهذيلي:
” إذن الأمر ليس بالسّهولة المتوقّعة للفنّ العربيّ وعلاقة الفنّان بالحرف والخطّ، وهذه الوضعيّة الهشّة للفنون النّوعية واقتصار الحواضن وسياساتها المحليّة على دعم الفنّان وتنظيم المعارض، فإننا نطرح إشكالات السّوق الفنيّة وضرورة إدماج النّاتج الفنّي للحرف والخطّ العربيّ في قوائم المزادات الفنيّة بالوطن العربيّ ودوليّا وإرساء ثقافة نقديّة من شأنها أن تساهم في كتابة تاريخ التّجربة الفنيّة الرّاهنة وطروحات الفنون الخطيّة عربيّا وعالميّا. و ترى الهذيلي أنّنا نقرأ اليوم من خلال مفهوم الانفتاح والعولمة، الطّفرة التّعبيرية الغربيّة التّي تستلهم من فنون الخطّ وتستقطبه كتعبيريّة فنيّة بروح تجديديّة رقميّة وغربيّة في حدّ ذاتها، “وهو ما نجده في المرور بالحرف نحو تكوينات تجريديّة غارقة في الشّكلانية والايقاعيّة والماديّة وصولا نحو خاصيّات الاختزال والبعد المفاهيميّ للحرف العربيّ” على حدّ تعبيرها.
Discussion about this post