بقلم الادبيه …. داليا السبع
متى يصل الإنسان منا إلى شعوره بالرضا الكامل عن نفسه، أو ربما عن المحيطين به، هل شعور الإقتناع التام بالحال وبإستقراره له عوامل وشروط لضمان تحقيقه، أم الأمر عملية عقلية بين الإنسان ونفسه، تدفعه للتقبل أو الرفض، للشعور بالأرتياح أو إشعال الإنسان لثورات من الغضب المستمرة الغير منتهية والغير مبررة من وجهة نظر البعض .
قد يدفع عدم شعور الإنسان بتوافقه النفسي مع ذاته إلى تغير سلوكي في تعاملاته مع الآخرين قد يصبح شخصية عدوانيه بتفاوتات مختلفة مع غيره، داخل العمل مثلاً أو داخل سيكشن الجامعة أو حتى في أكثر الأماكن قرباً منه كمنزله وأسرته ، كيف يمكن أن تتغير شخصية الإنسان بهذه الكيفية وتختلف أنماطها السلكوية بهذا الشكل؟ سؤال قد يجيب عنه البعض بسهولة،لذا أعتقد الضغوطات الحياتية المختلفة لها تأثيراتها الجوهرية على الصحة النفسية التي بالأحرى تدفع الإنسان إلى التغير الجذري في ملامح شخصيته،بل ومن الممكن أن يدفع هذا الضغط النفسي الإنسان إلى تقبل أوضاع يرفضها عقله الواعي المدرك تماماً، بل وليست مدرجة لديه في قاموس مبادئه الحياتية وفي تعاملاته، ولكنه يجد نفسه حبيس هذه الأمور المفروضة عليه دون إرادة فتدفعه لقولبة أفكاره أو تجميدها أو التنازل عنها وتركها، وقد تدفعه للتصرف بنقيض شخصيته من أجل أن تستمر الأمور والظروف في نصابها دون خلل مادي يؤثر عليه،ولكن يخلّف لنا هذا نموذجاً أكثر حدة وعدائية في تعاملاته المجتمعية، فبين الرفض والتصنع والتقبل والتأقلم دون قناعة تامة تخلق شخصية رافضة تدفع بهذا الخلل النفسي الكبير إلى محصلته الغير مرضية والغير منتجة من الناحية العملية والغير صحية من الناحية النفسية.
قد يتغير البعض وتصبح شخصيتهم باحثة دائماً عن الوصول للأهداف التي سبق ووضعوها لأنفسهم كي يحققونها، بغض النظر عن كيفية الوصول وطرق النجاح لتحقيقها، بمعنى أدق تصبح لديهم الغاية تبرر الوسيلة وتصبح شخصيتهم نهمة للحصول على الشيء مهما تطلب هذا ومهما سلك من طرق،كالثراء والسعي وراء الثروة دون الأخذ في الاعتبار لأي شيء وأي مبدأ كان .
معرفة الإنسان للنماذج الناجحة ونقيضها ليس بالضرورة يؤثر على قراراته الواعية إنما معرفته بها تزيد من خبراته الحياتية، قد تعطيه الدافع للتقدم،وقد تشعل في ذهنه أفكاراً تساعده في تحقيق أهدافه، تلك التجارب الفاشلة تجعل عقله الواعي يدرك أسباب الفشل وعدم التطرق لها وتجنبها لضمان نجاح أهدافه، الإنسان بطبيعته شخص إجتماعي يعيش في جماعات يتعلم ويُعلم بالتالي يتأثر ويُؤثر أيضا، لذا كان تجنبه لما يحبط تحقيقه لحياة متوازنة أمراً هاماً ويشغل حياته لذا نجده دائم السعي من أجل تحقيق ذاته وطموحاته المختزنة داخله عساها أن تحقق يوما ما .
الحياة هبة الله للإنسان خلقها ومن ثم الإنسان ليعمر عليها، الحياةجديرة بأن نحياها ونتعايش عليها تستحق أن نسعى بجد ونكافح من أجلها ليس غاية فيها مطلقة وإنما في تحقيق التوازن عليها ليكون الشخص سويا يستطيع أن يستفيد ويُنمي ذاته ويطور من وجوده عليها ضمانا لإستمراره حتى يأذن الله بنهاية لبداية آخرى يعلمها الله وحده .
Discussion about this post