لقاء الصدفة مع حبيبة قلبي

رفيق بالرزاقة/تونس 🇹🇳

ذات ليلة مقمرة بهية
في نابل بالحديقة العمومية
تحت شجرة على كرسي جلست
امرأة جميلة و بيديها كتاب عن الحضارة الأندلسية
تتصفحه و تقرؤه بتركيز و تفاعل
مع احداثه التي دارت في إشبيلية
لمحتها ترفع عيناها بين الفينة و الأخرى
و أدركت أنني أتابعها و أحست أنني
أرغب في محادثتها و التعرف عليها
فبادرت بالابتسامة لها فبادلتني بابتسامة رقيقة كرقتها
فانتعشت خلايا جسمي كله و تتالت دقات قلبي الذي سرعان
ما عشقها و تعلق بها
ياه ياه ما أكثر جنون الشعراء
و يا سلام يا سلام على ارهاصات
المبدعين المتألقين الذين يحترمون
ذواتهم و ينخرطون بسرعة مع أحاسيسهم الإنسانية
لا يكبتون أبدا مشاعرهم و لا يصدون إطلاقا ما تمليه عليهم ميولاتهم
انا و انتن و انتم سيداتي الشواعر
و سادتي الشعراء
اعلام و ايقونات و مشكاة الإبداع
و منبع متدفق بالحرف الباذخ
و منجم ذهب و لؤلؤ و ياقوت
لشواعر و شعراء سامقين
محبوبين لأنهم متألقين
و متميزين و متفوقين
لنعد لحبيبتي رنيم
صاحبة العيون الحلوين
ابنة مدينة الياسمين
أشرت اليها ببناني
ان تجالسني
فأستجابت باستحياء
و أقبلت علي بغنج و دلال
و عيونها ذابلة لا لخوف أصابها
و إنما لثقة في نفسها و رغبة
في اكتشاف من عبر لها
عن اهتمامه الشديد بها
رنيم عبارة عن سمفونية
موسيقاها تشنف الآذنان
و تنعش الروح و تدغدغ
الأحساس و تسمو بالنفس
إلى أعالي السماء و رحابة الفضاء
رنيم و انا تجربة رومنسية
لذيذة غاية في البهاء و الصفاء
تناغمت و انصهرت و تفاعلت
نظراتها مع خلايا جسمي
فحركت مشاعري الفياضة
و انفجرت رغبتي بسرعة عجيبة
لضمها إلى صدري فاستجابت
و عانقتني بسرعة كبيرة من الحنان
و أدركت أنني بها مفتون ولهان
ما اصدق العشق الصادق يا فنان
رنيم حبيبتي على طول الزمان
ما أسعدني بها يا سلام
على هكذا حب وتحابب بين
فتاة في ربيع العمر آية
في الرقة و الجمال
اشكر القدر الذي رتب
بحكمة ذاك اللقاء
في زينة البلدان
نابل عاصمة الفن
و الأناقة و الجمال.
و الف شكر لبلدية المكان
التي هيأت تلك الحديقة
الجميلة قبلة العشاق
و فضاء الحب لكل
العشاق طول الزمان.