سليم شامية .. علامة فارقة في عالم الاخراج ..
بقلم : سلمى صوفاناتي
وجد نفسه في عالم المنتجة والاخراج .. تزاحمت حوله الكثير من القصص والحكايات .. وذلك لسعة اطلاعه في مجال تاثير الصوت والصورة على المتلقي .. والعمل على ايصال الفكرة بطرق مختلفة .. حاول تطويع الزمن للوصول الى ازمنة اخرى .. اتسمت حياته بالكثير من الانجازات .. بالاخص في ذلك الجانب المتعلق بعمله .. والتي تكمن اهميتها في توثيق الرؤية البصرية باسلوب اكاديمي يقوم باختراق الفكرة .. واحداث صدع ما .. يقوده للتنقل بحرية بين المستقبل والماضي والحاضر ..
كيف لا وهو عضو في نقابة الفنانين بدمشق بصفة مخرج تلفزيوني مونتير .. عدا عن كونه محاضرا في المركز الاذاعي والتلفزيوني (ّاتحاد الاذاعات العربية ) عمل في المونتاج والميكساج منذ عام 1995 ومخرجا منذ عام 2005 قام باخراج كم هائل من الاعمال الدرامية .. والافلام التي تعتمد على الرؤيا البصرية .. اضافة للافلام الوثائقية والاغاني والمنوعات والحفلات والبث المباشر والاخبار وكذلك المسرحيات والمباريات الرياضية .. يتابع سليم شامية للرواد نيوز : من خلال عملي كمونتير حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات .. ولفتت موهبتي كبار المخرجين .. كنت مهتما بدراسة الابعاد والمسافات .. اضافة الى ادق التفاصيل التي تعنى بايصال الفكرة للمتلقي على الوجه الصحيح .. فالمونتير يروي حكاية مرئية من خلال وصل الايقاع والزمن .. كما يفعل المخرج تماما .. الا انه يختلف معه بشيء واحد .. لان المخرج يختار مواده من وحي الخيال .. والمونتير من الواقع الملموس ..
بدات الرؤيا تتشكل من خلال هذا العمل .. واصبح عندي قاعدة مثبتة بالمونتاج وطريقة التقاط الصور والتعديل عليها .. عملت بالاخراج وتمكنت من استخدام ادواتي على الوجه الصحيح .. واصبح لدي رؤيا بصرية تنص على ان الابداع فوق قواعد الحرفة .. انا واحد من الناس اللذين اعتادوا على سماع الموسيقا العالمية في كل ليلة .. او مشاهدة فلم قصير .. اعيد مشاهدة اللقطات بروية وهدوء تام .. ومن خلاصة هذه الخبرات المكتسبة قمت بتاليف كتاب يحمل مسمى ( الابداع فوق قواعد الحرفة ) ماخوذ عن مواد اكاديمية عالمية .. وقمت بصياغة خاصة بناء على دراستي الشخصية وخبرتي بمجال عملي .. مراعيا اختلاف المفردات التي يستخدمها المخرجون في العديد من الدول امثال روسيا وفرنسا .. اضافة الى التقطيع المباشر .. عنيت بالمشاهد البصرية القصيرة التي تصل الى المتلقي مراعيا كافة المستويات الذهنية .. اترك الصورة تتكلم .. لاقت اعمالي استحيان عدد كبير من المخرجين .. تناولت العديد من المواضيع في اعمالي .. مثل التنمر وزواج القاصرات والشؤون التي تعنى بالنظافة والوقاية من الكوليرة والكورونا .. اضافة الى دور الحوار في تربية الاولاد .. مواضيع اخرى تختص بالتنمر بالحدائق،.. ايضا مايخص الكهرباء .. مراعيا ايصال الفكرة عن طريق الرؤية البصرية حتى لا القى ردود فعل عكسية .. انما اسير على التواتر ..اذا هي افلام توعوية تناسب كل الاعمار والثقافات .. رسالة توجيهية يفهمها كل مثقف ومتعلم .. في ارشيفي عدة مؤلفات عن المونتاج .. ولا زلت امارس عملي بالاخراج او المنتجة .. وما اقوم بتصويره اكون اقدر على فهم ايقاعه من غيري .. لان المونتاج يعتمد على الزمن والتواصل والقطع .. ابرز النقاط التي اود طرحها والاضاءة عليها في حواري هذا تكمن باهمية المونتاج وايقاع وتسارع وزمن اللقطة .. احيانا تكون عندنا الثانية الواحدة عبارة عن 25 فريم .. مثال على ذلك رفة العين .. او مسيرة خيول او جيوش .. هنا يجب مراعاة الترتيب والايقاع الزمني بعناية ودراية .. اذا كانت لقطة رفة العين تقوم بالتعبير عن حالة معينة فهي تحتاج الى خمس ثوان كي تكون مشبعة .. وهذا مايسمى بالزمن والايقاع .. ففي حالة التعبير عن الوفاة مثلا يقوم الممثل بتغطية الحس وانا اقوم بربطه بالموسيقا المناسبة لهذه الحالة .. هناك حالات يجب ان نقطع فيها الموسيقا كي لا نساهم بضياع الفكرة .. احيانا يكون الصمت موسيقا .. لذلك يتوجب اعطاء الفرصة للتعبير عن هذه اللحظة .. وهذا يحتاج الى اياد خبيرة لايصال هذه الحالة بصدق .. ممكن ان ناخذ لقطة عامة ومن ثم لقطة تفصيلية .. قد نقوم بالتركيز على لقطة الشفتين والعينين للتعبير الصادق عن الحالة .. اذا اللقطة العامة تختص بجغرافية المكان .. وبمجرد حدوث الحدث .. اتوجه الى ادق التفاصيل .. ومن الجدير بالذكر بانه بتوجب على المونتير ان يقوم بحفظ المقامات الموسيقية .. ليعرف متى يكون القرار .. ومتى يكون الجواب والصولو ..مما يساعدنا على توثيق الحدث بالشكل الصحيح .. اذا لم تكن الخبرة موجودة فاننا هنا نقتل حالة الابداع الموسيقي والعكس صحيح ..
منذ اكثر من خمس وعشرون عاما وانا اقوم بالقاء المحاضرات .. احيانا يكون الانسان تقني جيد .. لكن لايملك ملكة الالقاء وملكة الحديث ..لا يستطيع التعبير عن مكان عمله او ادوات المكان الذي يعمل به مثل ماذا يعني المونتاج ؟ ماذا يعني المونتير ؟ ماهو الصوت ؟ ماهو المونو ؟ ماهو الكومنتري ؟ ايضا كل مايختص بالعلم الوثائقي .. اقوم بداية بالتعرف على امكانيات المتدرب .. ادعم محاضراتي بالامثلة التي تخدم الموضوع من خلال المؤثرات الصوتية واستعمال الادوات الصحيحة لنجاح الفكرة .. كايجاد المفارقة بين خبر تم بثه بشكل سريع على احدى القنوات الاخبارية .. قد يمر على المتلقي مرور الكرام رغم بشاعة الحدث.. بينما لو كانت اللقطة تعبر عن حالة انسانية تخترق القلوب والعقول معا كطفل تم دهسه بعربه نقل واخذ يحاول سحب قدمه .. قد افقد شهيتي بتناول الطعام مدة اسبوع كامل نظرا لقساوة تلك الصورة .. هذه التفاصيل الدقيقة تكمن في اهمية نقل الصوت والصورة .. اذا الصوت هو الرسالة والمضمون .. والصورة عبارة عن رسالة تعبيرية تخدم الحالة كحركة الشفتين والعينين .. فحين يجتمع الصوت مع الصورة باسلوب صحيح .. يحرك الوجدان ويخاطب الضمير .. ويعمل على ايصال الصورة المتكاملة للحدث .. فهذا يعني اننا وصلنا للاحترافية بطرح ابرز المواضيع التي تاخذنا الى عالم من الرقي والتحضر ..
ختاما : اشد على اياديكم بماتقومون به من جهد لايصال وتوثيق الصور الحقيقية لواقع الحياة .. والعناية بادق التفاصيل التي تهتم بشان الابداع والمبدعين في كافة اصقاع الارض .. كل الشكر لجهودكم المبذولة في البحث عن الحقيقة .. تحية حب لاسرة صحيفتكم وادارتها الحكيمة مني انا .. المخرج : سليم شامية ..
Discussion about this post