التعليم في مصر ورؤية عميقة من رجل يعشق تراب مصر وحوار باجور لمجلة الرواد.
اسماء مالك.اسوان
إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورِّثوا دينارًا ولا درهمًا، إنَّما ورَّثوا العلم، فمن أخذَه أخذ بحظٍّ وافر”.
العلم والتعليم هما أساس النهوض بالمجتمع والعمل على تنميته ومن هذا المنطلق جاءتنا فكرة هذا الحوار مع عمود من أعمدة التربية والتعليم بأسوان
___: عرفنا بنفسك وإطلالة على مسيرتك التعليمية والعلمية ؟
___: اسمي / السيد إبراهيم السيد باجور ـ واسم الشهرة { سيد اجور}
ـ حصلت على الثانوية العامة من مدرسة كوم أمبو الثانوية المشتركة سنة 1976
___ تخرجت في قسم اللغة الإنجليزية من كلية التربية بقنا ـ جامعة أسيوط سنة1980
__ ثم حصلت على دبلوم الدراسات العليا الخاصة في التربية سنة1973
___ ماهي ذكرياتك عن المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانية ما قبل التعليم الجامعي ؟
—: كانت مراحل وفترات تعليمية رائعة للغاية في الستينيات.
___ ما الذي دفعك أن تصف تلك الفترات “الابتدائية والإعدادية والثانوية ” بالرائع ؟
_: لأن التعليم كان مستقرأ ولم تكن هناك قرارات متسارعة كما نحن عليه اليوم وأفضل مما نحن عليه الآن
—- هل من الممكن أن تدلل لنا بالبرهان على
ما ذكرت ؟
— في المرحلة الابتدائية:ـ
كنت ضمن فريق أوائل المدرسة عندما كنا بالصف السادس الابتدائي وكان يسمى آنذاك”القبول”وكانت
تجرى المسابقات العلمية بين الصفوف داخل المدرسة ،ثم بين مدارس الاٌدارة التعليمية،ثم على مستوى
مدارس المديرية التعليمية.كانت هناك أنشطة مدرسية مستدامة ومنها عمل المخللات وصناعة العطر
وكذلك الأنشطة الرياضية عالية المستوى إلى جانب التعلم إلى جانب الزيارات والرحلات الميدانية للمصانع
ووحدات الإنتاج والمشـروعات القومية.
في المرحلة الإعدادية:ـ
كنت أيضا ضمن فريق أوائل الطلبة بالصف الثالث الإعدادي وكان زخم اليوم الدراسي وكانت تجرى
المسابقات العلمية بين الصفوف داخل المدرسة ثم بين مدارس الاٌدارة التعليمية ، ثم على مستوى مدارس
المديرية التعليمية،إلى جانب الزيارات والرحلات الميدانية للمصانع ووحدات الإنتاج والمشروعات القومية.
في المرحلة الإعدادية:ـ
كنت أيضا ضمن فريق أوائل الطلبة بالصف الثالث الثانوي وكانت تجرى المسابقات العلمية بين الصفوف
داخل المدرسة ثم بين مدارس الاٌدارة التعليمية، ثم على مستوى مدارس المديرية التعليمية،إلى جانب
الزيارات والرحلات الميدانية للمصانع ووحدات الإنتاج والمشروعات القومية.
كذلك :بالمرحلة الثانوية كنت مقدما لبرنامج اللغة الإنجليزية بالإذاعة الصباحية المدرسية والذي مازال
محفوراً في ذاكرة أندادي من الزملاء في تلك السنوات في أي منصب هم عليه الآن،بل وعند من لم يواصل
رحلة التعلم.
وأتذكر أنني وبعض زملائي وزميلاتي اشتركنا في مسابقة كتابة مقالات وحظيت مدرستنا كوم أمبو الثانوية
المشتركة “آنذاك بالمركز الأول على مستوى وزارة التربية والتعليم وعلى المركز الأول على مستوى
مديرية التربية والتعليم بمحافظة أسوان.وتسلمت يومها مدرستنا “الكأس” وتسلم كل منا شهادة تقدير.
–:وماذا عن الدراسة الجامعية:ـ
كنت قد حصلت على مجموع حوالي75% “مرحلة أولى”في الفرقة الثالثة القسم الأدبي عام1975م وكان
ترتيبي الثاني أو الثالث على مستوى المدرسة.وكنت أود أن التحق بكلية التربية والحقوق لأنني كنت
أعشق دراسة اللغة الإنجليزية والقانون.وفي نهاية المطاف قررت أن التحق بكلية التربية بـ”قنا”جامعة
أسيوط لأنها كانت الأقرب من محافظتنا أسوان وكانت وسائل المواصلات والاتصالات آنذاك ليست كما هو
عليه اليوم.
**حتى أن تأثري بالتعلم في الماضي وجودته بلغ بي أنني عندما عملت سنوات عمري بالتدريس جعلت
طلابي يقدمون برنامج اللغة الإنجليزية بنفس المقدمة التي كان أستاذي قد دربني عليها في المرحلة
الثانوية العامة وله الفضل علي.
___:ماذا عن دراستك الجامعية ؟
: كان رائعة وممتعة أيضا وكان يقوم بتدريسنا اللغة الإنجليزية خبراء من الخارج بالتعاون مع أساتذة
الجامعة من المصريين.
—-: ما هي رؤيتك للتعليم في الوقت الحالي ؟
_: السلم التعليمي متأرجح منذ عقود ولم يستقر.
__ : ما السبب في ذلك حسب رؤيتك ؟
_: حسب وجهة نظري المتواضعة ، الأسباب عديدة ومنها على سبيل المثال لا الحصر:ـ
• قرارات متوالية وسريعة والجري خلف أنظمة تعليمية بالخارج لا تتفق مع إمكاناتنا وطبيعة التعليم
لدينا،مما جعل المعلم وولي الأمر والطالب في انتظار قرارات جديدة في كل لحظة من اليوم الواحد.
• ربط التعليم بأفكار أشخاص لا ربط التعليم بإمكانات البلد وحاجة سوق العمل.
• تنفيذ أفكار دون النظر إلى البنية التحتية التي يقوم عليها المشروع كـ”التابلت” مثلاً في الوقت الذي
تكون فيه شبكة الإيصالات دائمة السقوط.
• انفصام العلاقة مع البيئة والمجتمع . وهذا يتجلى في أن هناك أماكن نائية وبعيدة تماماً مما يكون
معه ضعف شبكة الاتصالات ، بل وهناك طلاب مستواهم المادي لا يسمح بمثل هذا الأمر حيث الدخل المتدني بل والمعدوم أحيانا كثيرة.
• حتى مواصفات الورقة التعليمية التي يجب أن تكون معدة من بداية العام الدراسي والتي ترد من
وزارة التربية والتعليم حتى يكون على علم ودراية بها المعلم والطالب لم تعد في الإمكان بعد أن كانت ترد
إلى جهات الاختصاص في وقت أزفت فيه امتحانات نهاية الفصل الدراسي.
• بُعد ذوي الخبرة أو اقصائهم عن المشاركة في وضع القرار أو حتى تجميع مقترحاتهم.وعندما يُذكر
هذا ،ربما تخرج علينا بعض الآراء لتقول غير ذلك ، ولكن أنا كنت يوماً موجه عام لغة إنجليزية لمحافظة
“قبل أن أكون محامياً الآن” ولا أحمل “مزماراً” لأنني وطني وأعشق وطني وأري أن الرأي السديد هو
الوطنية كلها.
• إبعاد الكتاب عن يد الطالب واستبداله ـ”التابلت” مثلاً ، يعد تجهيلاً باسك الكتاب،حتى ربما سوف
يأتي جيل لن يعرف “ماهية الكتاب” مثلما لا تعلم الأجيال الحديثة عن ” مظروف” الخطاب أو”الخطاب”
ذاته.
الذي كنا نرسله من مكان لمكان آخر في الماضي.
• كذلك إقصاء وإبعاد القلم عن يد الطالب ليكتب على مفاتيح “التابلت” أو “الحاسب الآلي” هو نفس
الحال كإقصاء الكتاب عن الطالب ، بل سوف نجد في القريب أن أصحاب الوظائف أياً كانت مناصبهم أو مواقعهم لن يعرفوا الكتابة وكتاباتهم سوف تصبح “عاجزة”كما كان يقال في الماضي
وفي آخر حوارنا نشكر حضرتك جدا على هذا اللقاء الذي اثريتنا به
Discussion about this post