*قراءة في رواية “قواعد العشق الأربعون”*
محمدخليل جبر
لا شكّ أنّها رواية استحقّت شهرتها العالميّة أتقنت فيها “أليف شافاك” حبك خيوطها متنقلةً ببراعةِ مخرجٍ سينمائيٍّ بين عصرين ومكانين مختلفَين فآثرت أن تُحَدِّث القارئ، في القرن الثالث عشر انطلاقًا من بغداد إلى قونية، من وجهة نظر وعلى لسان كل من الشخصيّات المتعددة، على اختلاف أهمية دور الشخصية المؤثّر على مسار الأحداث، مازجة بين ما هو تاريخي، شابته بعض المغالطات التي سلط عليها الضوء المترجم “محمد درويش”، وبين ما هو خياليّ بأسلوب متقن رشيق تتسارع فيه المشاهد أو تتباطأ على إيقاع بالغ الحرفية… في حين تركت القارئ يتابع الأحداث في القرن الحادي والعشرين في الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة سردية مستخدمة صيغة الغائب جاعلة من البطلة محورًا للسرد.
في هذه الأثناء كانت القواعد الأربعون للعشق، التي أرساها شمس التبريزي والتي عنونت الرواية، تنساب متسلسلة واحدة واحدة على الصفحات، ليس على لسان شمس وحده، إنما على ألسنة عدد من الشخصيات الرئيسة الأخرى أيضًا.
على مستوى الترجمة، ورغم لغته السليمة، جاءت صياغة “محمد درويش”، جامِدة وجافّة نسبة لرواية صوفية عابقة بالعاطفة والخيال.
كما لم تخلُ طبعة “دار الآداب” من أخطاء مطبعية، وإن كانت معدودة، كان حريًّا أن لا تمرّ تحت اسم دار نشر محترفة.
Discussion about this post