النخبة التونسية بين الأمس واليوم
(الحلقة الرابعة)
بقلم … الأديب هاني الفرحاني
وجدت محنة عبد العزيز الثعالبي صدى كبيرا. وأولتها مجلة “الزهرة” كما جريدة “الحاضرة” عناية كبرى لرفع المظلمة كما أثارت حادثة إيقاف شيخ من شيوخ فرع الزيتونة بصفاقس عن العمل حبرا كثيرا. وكانت مجلة “المنار” بمصر تشهّر بكل تنكيل أو اضطهاد لدعاة الإصلاح بتونس. وكانت الجسور الإعلامية وطيدة بين البلدين حتى أن التمجيد والثناء على الشيخ محمد عبده كان بتونس أكثر منه بمصر. مما جعل الشيخ محمد عبده يقتنع بأن أرضية الإصلاح بتونس أسهل بكثير مما هي عليه بمصر. وان الخلدونية هي مصدر كبير لبث الوعي وتحقيق التقدم المنشود. وزار الاستاذ الإمام تونس في أوت 1903 فاهتزت لمقدمه أندية العلم والأدب. والتقى به المنتقدون عليه واشتد الجدال بين الطرفين فلم يخرج ذلك بهم عن تعظيمه ورعاية مقامه. وكان من الذين التحموا به والتفوا من حوله في تلك المناسبة رجال الخلدونية وجريدة “الحاضرة” والشيخ سالم بوحاجب و المعرفة بينهما قديمة والشيخ الطاهر بن عاشور وكان حينها شابا في الرابع والعشرين من عمره. وتغيب الشيخ محمد النخلي لظروف عائلية بالقيروان مسقط رأسه.
واشتعلت حمية الانتصار للاصلاح من الشباب الزيتوني وأصبح اسم الطاهر بن عاشور مهتف دعوة المجددين وهدف أفكار الرجعيين مما جعل الكثيرين يلقبونه بسفير الدعوة في الجامعة الزيتونية.
وكان موت الشيخ محمد عبده سنة 1905 اي بعد عامين من زيارته لتونس مناسبة للتأكيد على ضرورة المواصلة على درب الإصلاح و التغيير. وفاضت الصحف المصرية بالمراثي وكان أهمها قصيدة حافظ ابراهيم التي أصبحت على لسان كل طالب زيتوني بتونس.
Discussion about this post