“قد تجيء مريم”
للشاعرة سليمى السرايري
وألمح حدائق في السماء
مظللة بشحوب حبيبي
والغياب…
تطول المسافات
أهجس في سرّي
كيف نعبر أحزاننا
و كيف نمنح للعتمة
أغنياتٍ من الضوء
كي لا تموت الأسماء…؟
هناك على مرافئ الليل
تعزف نجمة نشيد الخلود
ترشق دروبنا إيقاعا رتيبا
ثمّ تغفو بين كفّين
وألمحني على جدار العمر
أحفر اسمي
وفي أرض الموعد
أزرع توجّعي
فكم أينعت عناقيد الانتظار في يديّ.. !!
وصار للقمر أصابع
على كفّه تقتات روحي حبيبات ضوء
لتزهر دمائي بين العتمة والنور
ويرتفع الطّلع حيث الكواكب
وفي الكواكب أغنية تهاتفنا
فنزداد اِتـّساعا
بين الأرض والبحر
ونحلم…..
نحلم أن تكون لنا أجنحة
لنعانق طفلا لنا في الأفق
والسماء هناك… خلف الضباب
تطلّ على وجوهنا الخائفة
فنرحل في الفصول
نرسم مركبة …. نعلو
نرسم مملكة… وطناً
نرسم نخلة ثابتة تتسلّقنا
وتنتهي المسافات عندنا
كلّما كبرنا في الغربة
تتّسمُ البلاد بدمعتنا
فخذني حبيبي إلى الضوء
لا شيء الآن يعيد لي نجمة
أحرقتها طقوس الإغريق
هيّا…..لنغنّ إلى آخر المحطّة
قد نزلت سكينة الحبّ
وبللّت شفاهنا بالقبلات
قبل أن نعود معها إلى السماء……
–
فراشة الشعر التونسي ~~~~سليمى السرايري
جزء من قصيدتي المطوّلة “قد تجيء مريم”
Discussion about this post