أَسباب دمار اللغة العربية في المدارس والجامعات ووسائل الإعلام
بقلم الأديب …أيمن دراوشة
يبدو أَنَّ الأوضاع السياسية والإجتماعية والإقتصادية… المتردية في بلداننا العربية وما آلت إِليه من تفكك وإنقسام وإختلاف ومؤامرات، سبب وجيه لنظرة أهل اللغة إلى لغتهم الأُم والإستخفاف بها، حتى انعكس الهوان على اللغة نفسها، وأَصبحت اللغات الأخرى معيار التحضر والتمدن.
هذا سبب، أَمَّا الأسباب الأُخرى فأُوجزها بالآتي، وهي نقطة ببحر لو ذكرت كل الأَسباب، ضحالة المعجم اللغوي لدى كثير من مرتادي مواقع التواصل الإجتماعي، مما يدفعهم للحديث والخلط بين العربية ، والفصحى، وفي إعتقادي أَنَّ سبب هذا هو قلة المطالعة والقراءة بحيث لا تتعدى الثقافة والقراءة مواقع التواصل الاجتماعي.
عجز الكثيرين عن اختيار حروف الجر وأدوات الربط المناسبة بين الجمل، أَخطاء في كسر همزة إنَّ وفتحها، تسكين آخر الجمل استنادًا على الضرورة الشعرية وغير الشعرية، عدم القدرة على التعامل مع علامات الترقيم ، والعشوائية في استخدامها خاصة في الشعر، وعلى مبدأ المجاني كثِّر منو، استخدام برامج التشكيل للنصوص، وهذا دمار آخر جديد للغة العربية، أَخطاء في العدد والمعدود والهاء والتاء المربوطة والتاء المفتوحة، أَخطاء إملائية لا يقع فيها أَجنبي، ولا حتى غريب قادم من المريخ.
أخطاء في جمع المذكر السالم والمؤنث السالم وكذلك الممنوع من الصرف، فهذا وحده بلوة، أَخطاء لا حصر لها بكان وأخواتها وإِنَّ وأخواتها، خاصة إذا تأخر اسمهما على خبرهما، أَخطاء بالجملة في همزتي الوصل والقطع علمًا بأنَّ قواعدها لا تصعُب على طفل بالروضة، عدم القدرة على التعامل مع الصفة والموصوف والمثنى والجمع من حيث توافقهما في التعريف أو التنكير أو التذكير والتأنيث، فقد يخبر عن المثنى بالجمع والجمع بالمفرد ، غياب الدافع على تعلم العربية حتى من أَصحاب الاختصاص.
ضعف أَهل الاختصاص أَنفسهم، فإِذا كان مدرس اللغة العربية نفسه لا يتقن كثيرًا من المهارات الأَساسية ، في النحو ، والإِملاء فهو كالمثل القائل: “إِذا كان رب البيت للطبل ضاربًا، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص” وإِذا أَردنا المصارحة، فحتى أَساتذة الجامعات لا يحسنون اللغة العربية، وهذا يعني أَننا ندور في حلقة مفرغة لا آخر لها.
Discussion about this post