وتتلألأ أنوار رمضان في هذه الليلة ليلته الأخيرة في رجفة حزن الفراق و بصخب ودموع وفرحة ولوعة وداع ، ورمضان يختلف في مصر ، فقد عزف المصريون معزوفة الرباط والتراحم والتلاحم والمحبة والإخاء في ايثار رائع الحسن عبقري؛ وإيمان بديع التجلي والجمال وتسابق الفقراء ليلحقوا بركب هذا التفرد المصري بإيثار فاق الايثار فهو هويتهم الحقة نبض قلوبهم وضربوا للعالم أروع صور التلاحم والتناغم . الكل يتسابق ليقدم رفده لإخوانه!
إنه شهر المحبةكما هوشهر القرآن والجهاد والانتصارات . وكأن لمصر طابعها الخاص
ولأن بلدنا أم الدنيا مصر في رباط أخبر عنه رسولنا الكريم ومظاهر الرباط كانت كما ذكر ابن بطوطة: تعاون على البر وصلة الفقراء ورعايتهم فاقام الأغنياء موائد وسقى الفقراء المارة واطعموهم التمور
هي سيمفونية عزفها المصريون في حب رمضان والايمان بعظمةالشهر
ولكنه يغادرنا رغما عنا ويركض الجمع يرجونه أن يتريث وأن يبقى معهم لا يرحل تاركا القلوب مشتاقة؛ ولكنه يقف ويحمل خيرات وفيوضاته ومودة الخلائق بعضهم البعض ملوحا بيده وممسكا بيده الأخرى العيد ويهمس في أذنه:أيها العيد السعيد لا تدعهم يذرفون دمع الفراق اغز قلوبهم ببهجة واجبرها بفرحة وتغلل نفوسهم بالتريث !
وينصت العيد باسما متألقا وكأنه يقول: لا عليك سوف اعتني بهم جيدا واجمعهم في صلاة العيد وأسعدهم من صغارهم حتى شيوخهم.
وينطلق العيد في الطرقات والأزقة والحواري ويقول: هلم إليّ الفرحة والبهجة واللمة الطيبة والتزاور والمحبة؛ والسعيد هو من أوتي خير الشهر والشقي من حرم من رفده وفضله والخوف على من يفسد عمله فيعود سيرته الأولى فيكون كالتي نقض غزلها انكاثا من بعد قوة
هو وداع ممزوج بألم فراق ولا حيلة فيه؛ وبهجة فرحة تتمايل وتدنو وتهفهف على القلوب ضاحكة مستبشرة بحنان تربت على افئدة اضناها الفراق فانهمرت دموعها مواسية ومداعبة هل نعود للانتظار والترجي والأمل أن يأتي رمضان فيجدنا في انتظاره احياء
كل عام وأنتم بخير
Discussion about this post