بقلم الشاعرة …د.سحر حليم أنيس
الحلم حين يتكلّم …
أمشي،
وفي كتفيَّ ليلٌ يُجرِّبُ اسمي
ويُخطِئه،
فتضحكُ المرآةُ من فمِ الغياب.
أفتحُ رأسي
فتفرُّ منهُ الطّيورُ كأفكارٍ خجولة،
تتعثّرُ بالمعنى
ثمّ تطير.
قلبي ………..
غرفةٌ بلا جدران،
يدخلها الوقتُ مقلوباً،
ويخرجُ طفلاً
يحملُ ساعةً من ملح.
أقول: أنا
فيُجيبني ظلِّي: أنتَ
ويشتبكُ الضّدّان
حتّى يُولدَ صوتٌ ثالث
لا اسمَ له
إلّا رجفةُ الحلم.
تفّاحةُ اللّيلِ
تسقطُ في فمي،
فأعضُّ الوعي
وينزفُ نجوماً،
أضحكُ،
لأنّ الدّمَ هنا
لغةٌ ثانية.
في الشّارعِ،
الأرصفةُ تفكّرُ بي،
والنّوافذُ تُغمضُ عيونها
كي تراني،
والحجرُ يعترفُ
بأنّه كان قلباً
ثمّ نسي.
أحبُّكِ………….
هكذا، بلا سبب،
كما يحبُّ الغيمُ شكلهُ
حين ينسى السّماء،
أحبّكِ لأنّكِ
تخرجين من فمي
قبل الكلام،
وتعودين إليه
بعد الصّمت.
أُكرِّرُ: أحبّكِ
فيتغيّرُ المعنى،
أُكرِّرُ: أحبّكِ
فيتغيّرُ الزّمن،
أُكرِّرُ: أحبّكِ
حتّى يصيرَ التّكرارُ
اختراعاً.
يا أنتِ………..
يا طباقَ النّارِ والماءِ في صدري،
يا جناسَ الجرحِ والشّفاء،
علِّميني
كيف أكونُ يقظاً
وأنا أحلم،
وكيف أموتُ قليلاً
كي أعيش.
أُغلّقُ القصيدةَ
فتفتحني،
أضعُ نقطةً في آخر السّطر
فتتدحرجُ
وتصيرُ كوكباً،
وأفهمُ أخيراً:
الكتابةُ
هي أن يوقِّعَ اللّاوعي
باسمي.
بقلم الشاعرة …د.سحر حليم أنيس
القاهرة27/12/2025






































