كنتُ صبيّةً فصيحةً جدّاً
وأعشقُ الجدال.
قالت لي جدّتي
بعد أن فقدت صبرها في إحدى محاججاتي الكثيرة:
سيأتي مَن يُخرسُك،
يجعلكِ تتلعثمين
تلبسين حذاءكِ بالمقلوب
وسيكون اسمه “حبيبك.”
دائماً
كنتُ أقف على حواف أعصابي
جاهزةً للرّكض
للصّراخ،
للرّفض
لتذوّق الأشياء الممنوعة.
لم أدرِك حينها
أنّ كلّ ما اقترفته من ضجيج
كان فعلاً غير واعٍ
طريقةً صاخبةً لأُفصحَ عنّي.
حَمَلَتْ قصائدي التّوق على ظهرها
مثلَ رهبانٍ صبورين
عبرت النّهر
صعدتْ أعلى الجبل
مرّت بطرقاتِ القريةِ كلّها،
تحمّلَت سخريةَ العجائز وباعةِ السّوق
وثرثرةَ النّساءِ اللّواتي يبحثنَ عن مصيبةٍ
تُضاهي مصائبهنّ.
تحمّلتْ كلَّ ذلك
فقط
لتقول: أنا هنا؛
لتمنحكَ الفرصة
أن تلتقط الإشارة .
البارحة،
أمسكتُ بالقلم
أردتُ فقط ،أن أكتب: “ أنا أحبّك”
ثمّ أسحبَ الغطاءَ الثّقيل على وجهي
وأغفو.
مثل كلّ ليلة
لكن
بطريقةٍ ما
تفاقمَ الموقفُ كلّه
خرج عن السّيطرة
حتّى أصبح ديوانَ شعرٍ كامل
أسميتُه: “حبيبي”.
أمل عمر






































