مجرّد رجلٍ عابرٍ للمشاعر
لم يُعر انتباهاً يوماً إلاّ ل قناعاته ورغباته الخاصّة ..
ينتقى دُميةً وفق مزاجه وأهوائه ..
ينفخ في روحها أفكاره ..
يربطها بخيطٍ من حرير داخل أسواره ..
يرسم لها قصراً من الألوان ..
يزيّن معصمها بالياقوت والألماس ..
يقيم لها الليالي الملاح ..
سمّاها وردة الحياة ..
ول بستانه الجميل استدعى لها ..
من الفراشات والطّيور أشكالاً وألوانا ..
حتّى النّهر غيّر لأجلها منتهاه ..
وشاطئ البحر عند قدميها استراح ..
الدّنيا لأجلها اختصر معالمها ..
كلّ ما هنا رهن النّظر والطّلب ..
كوني سعيدة ياأنتِ ..
ف لك يُضاء قمر السّماء ..
تدقّ أجراس الكنائس ويُرفع الأذان ..
مشغول أنا بحبّك فقط ..
ولأجل لمعة العينين سيكون لك ومعك ..
كلّ يومٍ في التّاريخ يوم عيدٍ وميلاد ..
أنتِ من أرغب وأنتِ من أريد ..
في كؤوس خمري أسكبك شعراً ..
أُخلّدك في دواويني أكتبك معلّقات ..
أُغنّيك نغماً أسطوري الإيقاع ..
أقول للزمن توقّف هنا فلا ليل ولا نهار ..
محظوظةٌ أنت محسودةٌ من كلّ النّساء ..
ف اغمضي عينيك وصلّي صلوات شكر للإله ..
وحقّاً توقّف الزّمن هنا فلا ليل ولا نهار ..
لم يفهم ماذا جرى ..
فهو لم يقل للنّبض توقّف ..
ولمعة العينين كيف انطفأت ..
ماعاد يدري ..
حتّى اسمها ماكان ..
تذكّر أنّه يوماً لم يسأل ..
حائراً باكياً مستسلماً دفن حلمه الجميل الصّامت ..
هناك حيث داخل الأسوار ..
الكثير من القبور بلا شواهد ولا أسماء ..
لمن كنّ أسيرات فكره وأهوائه وهواه ..
مع بعض الكلمات الحزينة المبهمة ..
ليس واضحاً إن كان يرثيها أم يُعزّي نفسه ..
عاد كالعادة .. ساحباً خلفه خيط الحرير ..
يبحث وفق قناعاته الخاصّة ..
عن دميةٍ جديدة ينتقيها ..
يربطها بخيط حرير داخل أسواره ..
يمنحها التّاج والصّولجان ولقب السّلطانة ..
وينصّب نفسه عليها إله ..
وهو .. ليس سوى رجلٍ عابرٍ للمشاعر ..
لا .. عفواً ..
مجرًد رجل عابر ..
بلا أيّ مشاعر ..
_د.ريم_






































