في عصرنا الحديث أصبحت وسائل التّواصل الاجتماعي جزءًا لا يتجزّأ من حياة الإنسان اليوميّة، فهي تربط العالم ببعضه البعض وتجعل المسافات تتلاشى، حتّى أصبح بإمكان الإنسان أن يتحدّث ويرى غيره في أيّ مكان من العالم بضغطة زرّ واحدة. غير أن هذه الوسائل، على الرّغم من فوائدها الكثيرة، تحمل في طيّاتها أضرارًا لا يُستهان بها إن أسيء استخدامها.
من جهة النّفع، تُعد وسائل التّواصل الاجتماعي وسيلة فعّالة لنشر المعرفة والثّقافة، وتبادل الخبرات والأفكار، كما تسهم في تقوية الرّوابط الاجتماعيّة بين الأهل والأصدقاء، خاصّة أولئك الّذين فرّقتهم المسافات. كذلك أصبحت هذه المنصّات منبرًا حرًا للتّعبير عن الرّأي، وساحةً للتّسويق والعمل والتّعليم عن بُعد، ممّا جعلها من أهمّ أدوات العصر الرّقمي.
أمّا من جهّة الضّرر، فإنّ الإفراط في استخدامها يؤدّي إلى الإدمان والعزلة الاجتماعيّة، ويضعف العلاقات الأسريّة الواقعيّة. كما تُستغلّ أحيانًا لنشر الشّائعات والمعلومات المضلّلة، وقد تُعرّض المستخدمين للاختراق أو الابتزاز الإلكتروني. إضافة إلى ذلك، تُعدّ المقارنات المستمرّة بين الأفراد على هذه المنصّات سببًا في زيادة مشاعر القلق وعدم الرّضا عن الذّات، خاصّة لدى فئة الشّباب.
إذن، يمكن القول إنّ وسائل التّواصل الاجتماعيّ سلاح ذو حدّين؛ فهي نافعة لمن يحسن استخدامها، وضارّة لمن يجعلها تسيطر على وقته وسلوكه. فالاستخدام الواعي والمسؤول لهذه الوسائل هو الطّريق الأمثل للاستفادة من مزاياها وتجنّب أضرارِها
بقلم
د.حارث فاضل عبدالله المختار






































