بقلم الكاتبه والأديبه … حسناء سليمان
أضعتَ الجوهرة …
قالها:بجرأةٍ وتسلّط:”غير هيك ما بِقْبَلِكْ”
وأجابَتْ:!…”أنا هيك ما بِقْبَل”
“أرفض”…
“أمقتُ الذّكر مستعبدَ المرأة لمتعته “…
العِقَدُ تلفُّه ، تُقيّدُه ، تسجُنه في زنزانةِ الشّبق!
نُسمّيها الجنون… والجنون اضطرامُ الغريزة…
تُولد الغريزة عند الحيوان ،وترافقه…
حقيقة علميّة ، سيكولوجيّة لا تنطبق على البشر…
غريزة واحدة عند الإنسانِ لحظةَ الولادة! …
أن يرضع الطّفلُ ،من ثديِ أمّه …
إنّها قوّةُ الاستمرار…
والحيوان بعد أن تُنشّفَه أمّه بلسانها
يبدأ بالمشي … صوتُه نحيفٌ ، رقيقٌ ، ضعيفٌ
ثغاءٌ، عواءٌ ، نواء … سمفونيّة التّواصل…
سلسلة من سُلالةِ الأصوات
فأصواتُهم هويّتُهم…
أيّها البشريّ الذّكي !…
النّارَ !… الحيوانُ يُقاوم…
من “المهوار” لا يقع …
بالغريزة يعيشون …حدودهم؟… أن يكبروا …
أيّها البشريُّ الذّكيُّ!…
طفلًا تبكي ،لا تحكي …لا تمشي… لا تعرفُ شيئًا…
ترنُّ ضحكاتُ أهلِك في :أوّلِ خطواتك
يملؤهم الفرحُ إذْ تتفوّه بكلمتين
” ماما “…” بابا “
وتكبُر … تتفتّحُ على الدّنيا…
زنابق، ورود أحاسيس ، دهشة ، رعشة
وتختلفُ المقاييس … بيئتُك ، تربيتُك ، مجتمعُك
قد تنوّرُكَ أو تُعمي قلبك …تُعَقِّلُكَ ،أو تُهشّمُ قِيَمَكَ …
تتوازنُ في دروب الدّنيا …أو تقع …
أيُّها القائل:”غير هيك ما بقبلِكْ”
تجرُّكَ أهواؤُكَ …يتوحّلُ جوهرُك النّاصع
وتستبدُّ بك الغرائزُ …تنسى اسمكَ…
ولا تعرفُ ذاتك…
تغرقُ في كوبٍ من رغبة…
أيَّ مجتمعٍ نحيا فيه ؟!…
موبوءٌ بالعظمة …تحفُّ بنا ،فيه المخاطر…
قد نرتمي فيها، نتهاوى… أو، لا نتزعزع…
تساميكَ الظّاهرُ مظاهر…
إطراؤكَ، لطفُكَ كلامٌ ، كذبٌ ، جوعٌ من حرمان…
يا كاتبَ أروعَ الكلمات !…
تغرقُ في كوبٍ من رغبة
أضعتَ جوهرةَ الحُبِّ
قُلْتَ: “غير هيك ما بِقْبَلِكْ”
مَن تظنُّ نفسك ؟…
غامَرْتَ بالحبِّ وخسِرْتَ
غفلَ عنكَ : أنَّ الكرامةَ معجزةُ الإرتقاء والفرح !…
وأنتِ أيّتها المرأة اغتبطي …يا شهرزاد الحكايات !…
الحسناء ٢٠٢٥/١٠/١٩ (١٠:١٧)







































