وَرْدَةُ القَلْبِ
في زَوايا القَلْبِ،
نَمَتْ وَرْدَةٌ لا تَعْرِفُ الفُصُولَ،
تَسْقِيها الذِّكْرَى،
وَيَحْرُسُها الحَنِينُ بِظِلالٍ مِنْ نُورٍ وَشُجُون.
كُنْتِ تَسْأَلِينَ الغَيْمَ عَنِّي،
عَنْ سِرِّ الحَنِينِ المُخْبَّإِ بَيْنَ الضُّلُوعِ،
فَأَجَابَتْكِ الرِّيحُ:
إِنَّهُ عَاشِقٌ أَوْدَعَ قَلْبَهُ
فِي قَفَصٍ مِنَ العُيُونِ.
يَا مَنْ فِي نَظْرَتِهَا
تَتَعَانَقُ الأَسْرَارُ وَالعَوَاطِفُ وَالجُنُونُ،
كُلَّمَا ابْتَسَمْتِ
تَنْهَضُ فِي دَاخِلِي القَصَائِدُ مِنْ غَفْوَتِهَا،
وَتَغْسِلُنِي الحُرُوفُ مِنْ غُبَارِ السِّنِينَ.
يَا لَوْحَةً رَسَمَهَا القَدَرُ
بِلَوْنِ الوَفَاءِ وَالمُسْتَحِيلِ،
يَا جَوْهَرَةَ البَحْرِ الَّتِي لَا تُرَى
إِلَّا لِمَنْ غَاصَ بِقَلْبٍ صَادِقٍ
فِي عُمْقِ العِشْقِ المَكْنُونِ.
يَمُرُّ بِنَا العُمْرُ كَنَسْمَةٍ تُدَاعِبُ الغُصُونَ،
لَكِنَّ الوَرْدَ الَّذِي زَرَعْتِهِ فِي قَلْبِي
لَا يَشِيخُ،
وَلَا تَمْحُو أَثَرَهُ السُّنُونُ.
وَفِي المَسَاءِ،
حِينَ تَغْفُو المَدِينَةُ عَلَى كَتِفِ الغُبَارِ،
أَسْمَعُ اسْمَكِ يَتَسَلَّلُ
مِنْ بَيْنِ أَنْفَاسِ اللَّيْلِ،
كَتَرْتِيلٍ قَدِيمٍ
يَحْمِلُنِي إِلَى مَرَافِئَ لَمْ أَبْلُغْهَا بَعْدُ.
تَأْتِينَ،
وَفِي عَيْنَيْكِ تَمْتَدُّ مَوَاسِمُ الضَّوْءِ،
تُغْمِرِينَ الحُلْمَ بِالدِّفْءِ،
وَتَتْرُكِينَ قَلْبِي
يُعِيدُ اكْتِشَافَ المَعْنَى
فِي كُلِّ نَبْضَةٍ تَقُولُ: أُحِبُّكِ.
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































