كأنّني أستحمُّ بضوءِ التّوليب،
تحتَ شلالٍ من العِطر ..
يا كندا،
يا طريقًا مرَّ بي
ولم ينتهِ عندي،
يا غدًا سكنَ مهجتي
و يَخفقُ بالشّبابِ واللَّمعة ..
هناك،
ينامُ قلبي على وسادةٍ من ضباب،
يُصغي لخطواتِ الحُلم،
تطرِّزُ وجهَ المدينة بخيوطٍ من نَدى،
كأنّها تُخبِّئ
أغنيةً مؤجَّلة،
أرقصُ عليها كلّما احتضنتُ نفسي،
والنّارُ تطيلُ ألسنتها
في جوقةِ الكرنفال ..
في المقاهي،
فنجانٌ ينتظرني،
يتنفّسُ دفءَ المطر،
وعلى زجاجِ النّوافذ
تكتبُ الغيومُ اسمي،
ثمّ تمحو الحرفَ الأخيرَ بدمعةٍ صافية،
كأنّها تُعيدني إلى البدء،
إلى ذاك الصّمت ..
تتسلّلُ الرّوائحُ إلى صدري
من ذاكرةِ ضوءٍ قديم،
تُلملمُ وجهي من جنباتِ المسافات،
وتعيدُني على مهل،
من قبضةِ الحزنِ الأنيق،
مبلّلةً بالدّهشة،
مرسومةً بالغبارِ المنثورِ في وجهِ الشّمس ..
يا كندا،
يا فصلًا من كتابِ الأرض،
يا ظلًّا يسكنُ كتفي،
روحي هناك،
تتلاطمُ على شاطئِ الحُبّ،
تبحثُ عنّي،
وتطلعُ الهوينى من أنفاسي،
كقوسِ مطرٍ
ينحني للحياةِ والحنين،
يضمّ بين طيّاته
كلَّ ما تأخّرَ وما سيأتي ..
ندى الشيخ سليمان






































