أتذكّر جيّدًا
كنتِ تفضّلين ألّا نبوح بحبّنا لأحد
تقولين لي:
ربّما أقول لطفلة صغيرة تمشي في الشّارع
تمضي وهي تحلم بفارسها الضّائع
أو أقولها لشجرة اللّيمون
فتثمر موسمًا وفيرًا هذا العام
أو أُوشوش غيمة
فتحمل المطر لأيّام الجفاف
فالحياة قائمة على الحبّ
وكلّ ما يُخبر بالحبّ يمتلئ بالحبّ…
إلّا النّاس
كنتِ تقولين: يجب ألّا نخبر أحدًا
لا أصدقائي ولا أصحابك
ولا عائلتينا
علينا أن نبقى في دائرة صغيرة
لا تحتمل ضمن قطرها وقوف أكثر من اثنين
فالنّاس لهم أهواء لا نعرفها
ولهم عيون لا ندري كيف ترانا
أخاف —كنتِ تقولين—
أن نضيع في أحاديثهم
وفي نظراتهم
أخاف أن تجعلنا كثرة الكلام نفترق
ثمّ تكملين:
إنّ الله حبّ، وهو خفيّ
وما خفي كان أعظم
ولهذا، ليكون حبّنا أعظم
يجب أن نُخفيه
يمكننا أن نخبر الطّبيعة كلّها عن حبّنا
لكن لا يجب أن نخبر النّاس
كنت أستمع إليك وأفكّر
أستلذّ بحديثك
أشعر أنّني أتعلّم أشياء جديدة
أهذّب نفسي أكثر
وتريني العالم من زاوية لم أرها من قبل
أظنّ أنّه حقًّا، وراء كلّ رجل عظيم، امرأة
فالنّساء هنّ من يُحدثن الفرق
في الدّنيا
وفي نفوس الرّجال
وأنا…
أريد أن أكون عظيمًا
فأحبّيني بالقدر الّذي يجعلني هكذا.
يعرب معروف






































