مصر
شعر
غادة فطوم / سوريا
لمصرَ
قافيةٌ ترتّلُ قافيةً
لامٌ ثمّ لامٌ ثمّ لامُ،
وقاموسٌ من لغاتِ المجدِ.
تاريخٌ
لا يحتاجُ هويّةً ولا تعريفاً،
كنانةُ السّماءِ وإرثُ حضارةٍ
يُغْني الحضارةَ على قافيةِ المدى،
ويلاقي مدناً موزّعةً في مجرّاتٍ
أخرى.
وفي قاموسِ مصرَ وعهدِها سواعدٌ
سمراءُ مدّت الضّوءَ،
وآلهةٌ زرعتْ تعويذةَ الغناءِ
على سطح النّجومِ فضاءً.
وسعفُ العراقِ يلاقي النّيلَ بضمٍّة
وأرزُ لبنان يلوّحُ لها بابتسامةِ رُباهُ
هاهنا.
وهنا … كان قلوون وبيبرس
وهنا رسما حدودَها حتّى وحتّى اكتمالِ الهاء،
وهنا … رتّل الحلبي قافيةَ المجدِ
واكتملتِ الهاءُ،
وهناكَ جان بارت ماتتْ بخيبتها
وعاشتْ مصرُ،
وهنا ..
توتُ الشّامِ ونارنجُ ربوتِها
يدقُّ كأس العزّ في صحرائها،
البلدُ بلدي والوطنُ وطني حتّى الاكتمالِ، ولقاءِ الأزرق بالأزرق.
وأنا … م ص ر
سينُ سورية وميمُ مصر
وغينُ المغرب وجيمُ الجزائر
ولامُ لبنان وليبيا وتاءُ تونس والإمارات
فاءُ فلسطين وألفُ الأقصى
عينُ عمان وقافُ العراق ياءُ اليمن ونون الأردن
شبه الجزيرة في صحرائها
كافُ الكويت راء الإمارات
وأجمعُ حروفي قصيدةً على مساحة وطنٍ.
أنا ..خابيةُ الأوطانِ
أنا القاهرةُ من دمشق
أو دمشقُ من القاهرة
أو بغداد.أو .أو..
أنا ماءُ الفراتِ والعاصي والنّيل
أنا بحرٌ من الأزرق إلى الأزرق،
وهنا إرثُ تاريخٍ، هنا مصرُ العروبةِ والعروبةُ إعجاز،
انتميتُ لها وكنتُ أنا
هنا وهناك،
فأنا بكلّ الحروف والقوافي
وطنُ الكلمات…
لمصرَ قلبان الأوّل:
في دمشق.
والثّاني:
في القاهرة.
وأنا التّائهة
بين الشّريان والشّريان
وهي سمراء الملامح
تخطف لهفتي، وشقراء اللغة
تبارك لغتي وتحدّد وجهتي
أنا الكون بقلبَيها
والكون مصر.






































