مرحباً يا اللّٰه..
أنا ندى سلطان..
الطّينُ اللازبُ الّذي خلقتهُ في ليلةِ حرب
وأودَعتهُ صندوقَ بريدِ العائلةِ
في نوفمبرْ الحزين
كتلةُ البياضِ الًتي أبت إلّا أن تعيش
والمريضةُ الملازمةُ لردهةِ الأطفال
وعياداتُ الأطبّاء
والصّيدليات
والأدوية
الطّفلة الّتي حفِظت عن ظهرِ قلب
دواءً مع كُلِّ أغنية..
وابتلعت كُلَّ ألوانِ العالم لتضحك!
أنا ندى سلطان..
الطّفلةُ ذاتُها الّتي ظنّت في ليلةٍ ماطرةٍ
أنَّ البرقَ يحدثُ لأنَّكَ تلتقِطُ لنا صوراً من السّماء
وأنَّ الصّباحاتِ الباردةَ جدّاً
تلكَ الّتي لا تُشرِقُ فيها الشّمس
تعني زعلكَ منّي
لأنّني لا ألبسُ الثّيابَ الّتي تختارُها لي أمّي
أنا ندى سلطان..
المراهقةُ الّتي كانت تُحِبُّ دينزل واشنطن
لأنّه يُشبِهُ فارسَ أحلامِها
وتكتُب إليكَ رسائلَ سرّيّةً في صورةِ شِعر
وتشكو من مُدرًسةِ الرّياضيّات
الّتي عاقبتني مراراً لأنّني لم أنجح في الامتحان
ويومَ علِمت بمرضي..
رَشَتني بخمسِ درجاتٍ بائسة
لم تكُن كافيةً للنّجاح!
أنا ندى سلطان…
كائنُ العنادِ الذي ألقيتهُ في كنفِ رجُلٍ عسكري
الرجُلُ الذي خلقتهُ من طينٍ لازبٍ مثلي
ونفختَ فيهِ تاريخَ ميلادي ، واسمي، ولونَ عيوني
ومنحتَهُ الكثير من الصبرِ الأزرق لأجلي
ورسمتَ على جسدهِ معاركاً لا تُعد
وجروحاً لا تُحصى..
الرجُلُ الذي حملَ آخرَ رفاقهِ في قلبهِ حتى أتاك..
أنا ندى سلطان
ابنةُ الرجُل الذي مازالَ ظِلُّهُ عندَ الباب
ينتظرُ عودتي من المدرسة
لأغرِسَ على كتِفِه طفولتي
فهل عرفتني ؟
ندى سلطان العراق






































