أحبّك
وأخفيكِ في سجلّ أيامي
كما يُخفي سجينٌ قديمٌ شفرته في فمه،
ومستعدٌّ، في أيّ لحظة ضعف،
أن أقطع بضحكتك شريان هذه العتمة الظّالمة!
وحينَ تخذلني ركبتي عن الوقوف،
وتخورُ مفاصلي في الطّريق،
وتذهلُ عيناي عن مصبّ الغيم،
آوي إليكِ،
كما تأوي النّوارسُ إلى المرافئ المنسيّة،
وكما تأوي قططُ الحيّ إلى أيادي الجيران الرّحيمة.
•••
أرمي في انعكاس البحر على ساقيكِ
فتاتَ هذا العمر السّريع،
وأنتظرُ كما ينتظرُ البحّارة المتمرّسون
بكامل صنّارة حزني الصّبورة،
دورانَ الكلمات الآسر
حولَ طُعمِ شاماتك الأبدي.
وأرفعُ صنارةَ جمالك عاليًا،
عاليًا،
وأُغمسُ حرارةَ خروجك من الزّرقة
بطيبِ النّجوم والشّفق،
وهكذا يَسلو ذكرك في الموجِ الآفل،
حتّى تصلين إلى يدي،
مبلّلةً ومذعورة،
وبياضُكِ النّاصعُ المفروشُ تحتَ قبّة السّماء،
كرغوة زبدٍة في يد الجدّات القرويّات،
والّذي يذوبُ رويدًا،
رويدًا
كثلجٍ في الظّهيرة.
أحبّك
لا بعيدةً كشتاءٍ قادم،
ولا قريبةً كصوت الأمّهات في الذّاكرة.
أحبّكِ…
وأنتِ هنا تحرّكين قدميكِ
في خابيةِ هذا السّطر،
وتلعبين بماءِ الكناية.
فلا أشقّ بحرًا إلّا في مدادِ قميصكِ،
ولا أرعى إلّا انسدالَ الليلِ
على حوافِّ جسدكِ.
لن أنتظر على كرسيّ الشّعر
من يأتيني بعرشِ تفاصيلكِ،
لا من أهل الكتاب،
ولا من الجان،
من لديه تأويلُكِ؟
عبد المنعم عامر






































