نَشِيدُ العُصْفُورِ الأَخِيرِة
في بُكُورِ الفَجْرِ،
تَسْعَلُ الأَشْجَارُ،
كَأَنَّ الحُزْنَ عَالِقٌ فِي حَلْقِ الغُصُونِ.
عُصْفُورُ الرَّوْضِ
يَنْزِفُ نَغْمَةً خَافِتَةً،
يُخَبِّئُهَا فِي جَنَاحٍ مَكْسُورٍ،
وَيُصْغِي إِلَى صَدَى الحَيَاةِ
يَتَلَاشَى… كَأَنَّهُ اعْتِذَارُ الهَوَاءِ.
الطَّبِيبُ يَعُدُّ الدَّقَائِقَ بِالدِّينَارِ،
يَخْتَبِئُ خَلْفَ نَظَّارَتِهِ،
كَأَنَّهُ لَا يَرَى إِلَّا الفَوَاتِيرَ،
وَلَا يَسْمَعُ نَزِيفَ اللَّحْنِ
فِي صَدْرِ الشَّحْرُورِ.
يَا فَقْرَ الرُّوحِ،
يَا سُؤَالَ الغُصُونِ حِينَ تَجِفُّ،
مَاذَا يُغَنِّي الطَّيْرُ
إِنْ مَاتَ الحُلْمُ فِي حَنْجَرَتِهِ؟
الرِّيحُ تَهْذِي فِي مَقْهَى الأَقْوَالِ،
تُقَلِّبُ الصُّحُفَ العَتِيقَةَ،
وَتَضْحَكُ مِنْ حُزْنِ الوَرْدِ
الَّذِي نَسِيَ لَوْنَهُ فِي ازْدِحَامِ العُمْرِ.
تُهَاجِرُ الأَلْحَانُ إِلَى غَابَاتٍ نَائِيَةٍ،
يُطَارِدُهَا الجِنُّ،
وَيَبْتَلِعُهَا ظِلٌّ مِنْ وَهْمِ المَالِ…
وَصَوْتٌ بَعِيدٌ،
يُشْبِهُ البُكَاءَ،
يَتَرَدَّدُ —
وَلَا نَعْرِفُ…
أَهُوَ آخِرُ نَشِيدٍ،
أَمْ أَوَّلُ صَمْتٍ فِي هَذَا العَالَمِ؟
بقلم الشاعر مؤيد نجم حنون طاهر
العراق






































