بقلم … ميشال سعادة
دَردَشَـةٌ مَسَائِيَّـةٌ
سَادِسَـةٌ
لا رِبحَ وَلا خَسَارَة
[ ألحُبُّ صَامِتٌ _
_ يَقُولُ نُوفَاليس _
ألشِّعرُ وَحدَهُ يُنطِقُـهُ ]
1
يَـا امرأة _
ألحُبُّ رغمَ عَجزِهِ عنِ التَّعبيرِ
يَملِـكُ قُدرَةَ أن يَصرُخَ
أن يَصِيحَ
أن يَنكَتِبَ في كُلِّ مكَـانٍ
على المـاءِ والظِـلِّ
في الأودِيَـةِ وعلى الجِبَالِ
على أكمَامِ الوَردِ
وألسِنَـةِ العُشبِ
في الصَّدَى وعلى طيَّاتِ النَّسِيمِ
على الرَّمادِ والجَمرِ
وفي الرِّيحِ رَسُولَـةِ الحُبِّ
2
هذا الحُبُّ الّذي كُتِبَ بِحُبٍّ
يُسَارِعُ أن يُهدَى إلى مَن نُحِبُّ
وَفِيمَـا أنَـا على الكِتَـابَـةِ
أرانِي أتمَزَّقُ وَفقَ ما أتَخَيَّـلُ
لا رِفـقَ في الكِتَـابَـةِ إذَن
بَـل رُعبٌ وَرَغبَـةٌ في أن أُمَزِّقَ الآخَرَ
بِمَـا أخنَقَنِـي
لأنَّ مَن يُحِبُّنِـي لِذاتِـي
لا يُحِبُّنِـي مِن أجلِ كتَـابَتِـي
3
هذا ما يُؤلِمُنِـي أشَدَّ إيـلامٍ
لانَّ حُضُورِي في الكِتَـابَـةِ
حُضُورٌ قويٌّ لا يَهدَأُ
وَأعرِفُ أنَّ قارِئِـي آيِـلٌ إلى الصَّمتِ
رُبَّمَـا لأنَّ الحُبَّ صَامِتٌ أصلًا
وَبِـهِ دَومًـا شَوقُ أن يَعٌودَ
ِإلى الصّمت
وَأسأَلُ _
أَحَقًّـا هذا الصَّامِتُ مَـلاكٌ يَحضَرُ
لِمُجَرَّدِ تَمزِيقِ وخَنقِ مُحِبٍّ
أرَادَ إنطاقَـهُ ؟
4
يَـا امرَأة _
هذا الحُبُّ مَـلاكٌ وَشيطَانٌ
مَـلاكٌ سَاهِرٌ ورُبَّمَـا حارِسٌ
وَشيطانٌ يَسكُنُ اللُّغَـةَ وَيَلغُو
يَدفَعُ شَاعِرًا أن يَجرَحَ ذَاتَـهُ
وَيَطرُدَ نَفسَـهُ
_ على حَدِّ قَولِ غوتِـه _
مِنَ الجَنَّـةِ الّتي تُكَوِّنُهَـا له
العَلاقَـةُ المُحِبَّـةُ في لَحَظات
إذَن _
أكتُبُ وأسألُ _
لِمَـاذا أنًـا كاتِبًـا ،
أريدُ إلحَـاقَ الأذى بِنَفسِي ؟
لِمَـاذَا هذي الكِتَـابَـةُ
تُصِرُّ على أن تكُونَ عَدُوًّا ؟
لمَـاذا تُرَاوغُ الواقِعَ
وَتَعَمَلُ على طَردِي مِن فِردَوسي ؟
لِمَـاذا تَجرَحُنِي والجُرحُ مَفتُوحٌ
أُغَذِّيـهِ حَتَّى تَحُـلَّ بِـي جِرَاحٌ أُخَر ؟
وَلِمَـاذَا هذا الشَّيطانُ حَاضِرّ
يَرفَعُ رَأسَـهُ وَيَشرَعُ في الكَـلام ؟
5
يَـا امرَأة _
بَينَ مَـلاكٍ يَدَّعِـي حِرَاسَتِـي
وَشيطانٍ يَتَكَلَّـمُ وَيُغوِينِـي
أحيَـا مُنشَطِرًا
أَلِنشِطَاري عَودٌ إلى وحدَتِي
أم في الحُبِّ أسعَـى إلى غُربَـةٍ وَتِيـهٍ
تِلكَ الجَنَّـةُ
ما يَومًـا كُنَّـا فيهَـا مَسؤولَينِ
عن مَعصٍيَـةٍ
ولا كانت حوَّاءُ تلك الغاويَـة
دَليلِـي أنَّهَـا كانت
ولا زَالَت تلكَ الحَـاوِيَـة
6
يَـا امرَأة _
مَـا أشبَهَ حياةَ المُحِبِّينَ بِحَياةٍ
على فُوهَـةِ بُركانٍ !
نُحِبُّ نُكابِدُ
نَظُنُّنَـا مَلَكنَـا الجَنَّـة أو استَعَدنَـاهـا
لكِنَّنَـا معًـا نَحتَرِقُ
في فَوضَـى تَناقُضاتِ الطّبيعة
7
يَـا امرَأة _
أحبَبنَـا .. كتَبنَـا
إعتقَدنَـا أَنَّـا خَرَجنَـا مِنَ الجِرَاحِ
لكِنَّ عُدوَانِيَّـةً
لا زَالَت تُزَوِّدُنَـا بالإحبَاطِ
بالإنكِسَـارِ
وبالإنتِكاساتِ
في خِضَـمِّ جُرحٍ تَليـهِ جِرَاحٌ
هكذا حَيَـاتُنَـا سُـمٌّ من جانبٍ
وتَِريََـاقٌ من جانِبٍ آخَرَ
ولا زِلنَـا مَحكومـينَ بالحُبِّ
نَظُنُّنَـا مَلكنَـا الجَنَّـةَ وَحَديقَـةَ تُفَّـاحٍ
لكِنَّنَـا نَحيَـا بين مَلهـاةٍ ومَأسَـاةٍ
تَفٍـرُّ منَّا الحَيَـاةُ وَتَسخَرْ
فَتَعَـالَي أُحِبُّـكِ الآنَ أكثَرْ
بقلم … ميشال سعادة
مساء الأحد 12/10/2025






































